الخوف لغة :-
الفزع خافه يخافه خوفا وخيفة ومخافة ، وخوَّف الرجل إذا جعل فيه الخوف وخوفته
: إذا جعلته بحالة يخافه الناس . وقيل : خوَّف الرجل : جعل الناس يخافون منه
، وفي التنزيل (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) .
أي : يجعلكم تخافون أولياءه .
والخيفة : الخوف ، في التنزيل : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ) .
والجمع : خيف ، ويطلق الخوف ويراد به القتل والقتال وبه فسّر اللحياني قوله تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ) وقوله تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) أي القتل .
ويراد به أيضا العلم وبه فسّر اللحياني قوله تعالى : ( فمن خاف من موص جنفا أو إثماًَ ) .
والتخوف : التنقص . وفي التنزيل : ( أو يأخذهم على تخوف ) .
الخوف اصطلاحا
انقسم العلماء في تعريفهم للخوف اصطلاحا أقساما :
أ - فمنهم من عرَّفه بأنه : -
غريزة قائمة في النفس الأنسانية فقالوا : الخوف : غريزة ، بل قوة طبيعية فطرت عليها نفوس البشر والحيوانات على السواء . وعليه فإن الخوف واقع فطري موروث قائم في التكوين النفسي للكائنات الحية .
ب- ومنهم من عرفه من جهة أسبابه : قال ابن القيم : ( وقيل : الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام وهذا سبب الخوف لا أنه نفسه ) .
ج - ومنهم من عرَّفه من جهة أسبابه وآثاره : -
قال الإمام الغزالي : - ( الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع المكروه في الإستقبال ) فالتألم أثر الخوف وتوقع المكروه سبب .
وقال ابن القيم : (وقيل : الخوف اضراب القلب وحركته من تذكر المخوف ) . فالإضطراب أثر ، وتذكر المخوف سبب .
وقيل : ( الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استعاره)
فالهرب أثر ، واستعار المكروه سبب .
وجاء في دائرة المعارف السيكلوجية : الخوف ( قلق مرتبط بشئ ، أو فكرة أو هو نتاج ذهني متأت من ظروف محددة في القسم الأول من الحياة ) .
فالقلق والنتاج الذهني أثران . والشيء والفكرة والظروف المحددة التي يمر بها الإنسان في القسم الأول من حياته أسباب تؤدي إلى الخوف .
د- ومنهم من عرَّفه من جهة آثاره : فصوره بعضهم على أنه مرتبط بالإدراك ( العقل) والجسد ، وصوَّره بعضهم على أنه مرتبط بالمحافظة على البقاء .
ولا اختلاف بينهما من حيث المضمون . لأن المحافظة على البقاء من الثوابت النفسية للكائن الحي ، وأي سبب يؤثر على هذه الثوابت يٌتصّور على هيئة انفعال من خلال مروره على جهاز الإدراك .
جاء في كتاب مخاوف الأطفال الخوف : ( انفعال أساسي مرتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على البقاء ) .
وحاء في كتاب علم النفس العسكري : ( الخوف انفعال على صلة وثيقة بالعقل وبخاصة الإدراك ... والجسد ) .
وجاء في كتاب مشكلات الطفل النفسية الخوف : ( انفعال شائع بين الأطفال ويأخذ أشكالا متعددة ) .
بينما نرى صاحب موسوعة علم النفس قد أخرج الخوف من دائرة الإرتباط بالعقل فقال : الخوف : ( هو قلق عصبي أو عصَّاب نفسي لا يخضع للعقل ، ويساور المرء بصورة جامحة كونه رهبة في النفس شاذة عن المألوف تصعب السيطرة عليها أو التحكم بها ) .
والحق أن الخوف الذي تكون نتائجه بالصورة الجامحة التي ذكرها صاحب الموسوعة هو بالفعل خوف مرتبط بالعقل والإدراك ، ولولا ذلك لما وصل الخائف إلى تلك الدرجة غير العادية في خوفه ، وهذا ما رجحه أهل العلم .
قال الإمام الغزالي : ( حال الخوف يٌنتظم أيضا من علم ، وحال ، وعمل . أما العلم فهو العلم بالسبب المفضي إلى المكروه ، وذلك كمن جنى على مَلِكٍ ثم وقع في يده فيخاف القتل مثلا ، ويجوز العفو والإفلات ، ولكن يكون تألم قلبه بالخوف بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله ، وهو تفاحش جنايته ، كون الملك في نفسه حقوداَّ غضوباَّ منتقماَّ وكونه محفوفاً بمن يحثه على الإنتقام ، خالياً عمَّن يَتشفع إليه في حقه ، وكان هذا الخائف عاطلاً عن كل وسيلة وحسنة تمحو أثر جنايته عند الملك .
فالعلم بتظاهر هذه الأسباب سبب لقوة الخوف وشدة تألم القلب ، وبحسب ضعف هذه الأسباب يضعف الخوف .
وهل يكون العلم بالسبب المفضي إلى المكروه من غير ادراك العقل ؟!! .
التعريف المقترح :
لم يكن الهدف من سردنا لتلك التعريفات سوى الوقوف على حدود الخوف ، ولعل نظرة إلى مجملها ندرك أن لها مدلولات واضحة في بيان الخوف من حيث هو ومن حيث آثاره وأسبابه ، وخروجا من التعددية نقول :
الخوف : غريزة مرتبطة بالعقل تظهر في أعراض متعددة لأسباب متعددة .
أي : يجعلكم تخافون أولياءه .
والخيفة : الخوف ، في التنزيل : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ) .
والجمع : خيف ، ويطلق الخوف ويراد به القتل والقتال وبه فسّر اللحياني قوله تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ) وقوله تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) أي القتل .
ويراد به أيضا العلم وبه فسّر اللحياني قوله تعالى : ( فمن خاف من موص جنفا أو إثماًَ ) .
والتخوف : التنقص . وفي التنزيل : ( أو يأخذهم على تخوف ) .
الخوف اصطلاحا
انقسم العلماء في تعريفهم للخوف اصطلاحا أقساما :
أ - فمنهم من عرَّفه بأنه : -
غريزة قائمة في النفس الأنسانية فقالوا : الخوف : غريزة ، بل قوة طبيعية فطرت عليها نفوس البشر والحيوانات على السواء . وعليه فإن الخوف واقع فطري موروث قائم في التكوين النفسي للكائنات الحية .
ب- ومنهم من عرفه من جهة أسبابه : قال ابن القيم : ( وقيل : الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام وهذا سبب الخوف لا أنه نفسه ) .
ج - ومنهم من عرَّفه من جهة أسبابه وآثاره : -
قال الإمام الغزالي : - ( الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع المكروه في الإستقبال ) فالتألم أثر الخوف وتوقع المكروه سبب .
وقال ابن القيم : (وقيل : الخوف اضراب القلب وحركته من تذكر المخوف ) . فالإضطراب أثر ، وتذكر المخوف سبب .
وقيل : ( الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استعاره)
فالهرب أثر ، واستعار المكروه سبب .
وجاء في دائرة المعارف السيكلوجية : الخوف ( قلق مرتبط بشئ ، أو فكرة أو هو نتاج ذهني متأت من ظروف محددة في القسم الأول من الحياة ) .
فالقلق والنتاج الذهني أثران . والشيء والفكرة والظروف المحددة التي يمر بها الإنسان في القسم الأول من حياته أسباب تؤدي إلى الخوف .
د- ومنهم من عرَّفه من جهة آثاره : فصوره بعضهم على أنه مرتبط بالإدراك ( العقل) والجسد ، وصوَّره بعضهم على أنه مرتبط بالمحافظة على البقاء .
ولا اختلاف بينهما من حيث المضمون . لأن المحافظة على البقاء من الثوابت النفسية للكائن الحي ، وأي سبب يؤثر على هذه الثوابت يٌتصّور على هيئة انفعال من خلال مروره على جهاز الإدراك .
جاء في كتاب مخاوف الأطفال الخوف : ( انفعال أساسي مرتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على البقاء ) .
وحاء في كتاب علم النفس العسكري : ( الخوف انفعال على صلة وثيقة بالعقل وبخاصة الإدراك ... والجسد ) .
وجاء في كتاب مشكلات الطفل النفسية الخوف : ( انفعال شائع بين الأطفال ويأخذ أشكالا متعددة ) .
بينما نرى صاحب موسوعة علم النفس قد أخرج الخوف من دائرة الإرتباط بالعقل فقال : الخوف : ( هو قلق عصبي أو عصَّاب نفسي لا يخضع للعقل ، ويساور المرء بصورة جامحة كونه رهبة في النفس شاذة عن المألوف تصعب السيطرة عليها أو التحكم بها ) .
والحق أن الخوف الذي تكون نتائجه بالصورة الجامحة التي ذكرها صاحب الموسوعة هو بالفعل خوف مرتبط بالعقل والإدراك ، ولولا ذلك لما وصل الخائف إلى تلك الدرجة غير العادية في خوفه ، وهذا ما رجحه أهل العلم .
قال الإمام الغزالي : ( حال الخوف يٌنتظم أيضا من علم ، وحال ، وعمل . أما العلم فهو العلم بالسبب المفضي إلى المكروه ، وذلك كمن جنى على مَلِكٍ ثم وقع في يده فيخاف القتل مثلا ، ويجوز العفو والإفلات ، ولكن يكون تألم قلبه بالخوف بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله ، وهو تفاحش جنايته ، كون الملك في نفسه حقوداَّ غضوباَّ منتقماَّ وكونه محفوفاً بمن يحثه على الإنتقام ، خالياً عمَّن يَتشفع إليه في حقه ، وكان هذا الخائف عاطلاً عن كل وسيلة وحسنة تمحو أثر جنايته عند الملك .
فالعلم بتظاهر هذه الأسباب سبب لقوة الخوف وشدة تألم القلب ، وبحسب ضعف هذه الأسباب يضعف الخوف .
وهل يكون العلم بالسبب المفضي إلى المكروه من غير ادراك العقل ؟!! .
التعريف المقترح :
لم يكن الهدف من سردنا لتلك التعريفات سوى الوقوف على حدود الخوف ، ولعل نظرة إلى مجملها ندرك أن لها مدلولات واضحة في بيان الخوف من حيث هو ومن حيث آثاره وأسبابه ، وخروجا من التعددية نقول :
الخوف : غريزة مرتبطة بالعقل تظهر في أعراض متعددة لأسباب متعددة .
0 commentaires:
إرسال تعليق