د. راغب السرجاني | |
استوقفني الحديث الصحيح المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمس: شَهَادة أنْ لا إلـه إلا الله وأَنْ محمدًا
رَسُول الله، وإقام الصلاةِ وإيتاءُ الزَكـَاةِ، وصَوْمُ رَمَضَــان، وحَجُ
البيْتِ).. ولفت نظري أن يكون الحج أحد هذه الأسس الخمس التي يبنى عليها
الإسلام!! وهو عبادة لا يكلف بها المسلم أو المسلمة إلا مرة واحدة في
العمر، وهي لمن استطاع.. أي أن هناك ملايين من المسلمين على مر العصور لا
يتمكنون من أداء هذه الفريضة لعدم الاستطاعة.. حتى من يستطيع أن يؤدي هذه
الفريضة، فأغلبهم يؤديها مرة واحدة؛ أي أن هذه الفريضة لا تأخذ من وقت
المسلم ومن حياته -إذا أداها- إلا وقتًا قليلاً جدًّا لا يتجاوز الأسبوعين
في أحسن الأحوال..
فلماذا يختار الله عز وجل هذه العبادة العارضة ليجعلها أساسًا من أسس هذا
الدين؟؟!!
رأيت أن الحج لا بد أن يكون له تأثيره على حياة الإنسان بكاملها في الأرض،
وأن هناك فوائد تتحقق من أداء هذه الفريضة في حياة الإنسان الذي أداها
كلها.
وكذلك فقد شرع الله لمن لم يشهد الحج بعض الأمور التي تجعلنا نحيا في نفس
جو الحجاج، ونتنسم معهم نسمات الحج، ليس ذلك عن طريق سماعهم أو متابعتهم
إعلاميًّا، وإنما بالفعل أيضًا.. ولتتأمل معي حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما من أيام
العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر -أي عشر ذي الحجة-، قالوا يا
رسول: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج
بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). هذه الأيام العشر من ذي الحجة هي
الفرصة لكل المؤمنين في الأرض.. مما يعني أننا يجب أن نستغل هذه الأيام
العشر خير استغلال حتى نكون كمن حج تمـامًا.
ولعلي أعرض عليك بعض الأعمال التي يمكن تحصيل الأجر بها إن شاء الله رب
العالمين:
|