ولدتُ في عائلة نصرانية متشددة وكان والدي عالماً نصرانياً .
استقرت عائلتي في مدينة هيوستن بولاية تكساس ، وكنت في المرحلة الابتدائية .
وفي مراهقتي أردت أن أزور الكنائس الأخرى لأتزود من علومهم ومعتقداتهم .
ثم أتممت الدراسة حتى أصبحت واعظاً دينياً .
كنت قبل أن أسلم نصرانياً متعصباً ، وكنا مع تعصبنا للنصرانية نكره كل شئ عن الإسلام والمسلمين !
كانت معلوماتنا عن المسلمين أنهم قوم لا يؤمنون بإله وأنهم يعبدون صنماً أسودَ في الصحراء ( يعني الكعبة ) ، وأنهم كذلك يقبِّلون الأرض خمس مرات كل يوم !! وكنا نردد كثيراً : المسلمون إرهابيون .. مختطفون .. قراصنة .. وثنيـون .. عُبَّاد أصنام !!
كنت أحبُّ أن أتعلم كل المعتقدات إلا الإسلام لأن المبشرين الذين كنا نلقاهم ونتلقى عنهم كانوا يكرهون الإسلام ويحذروننا منه ويذكرون لنا أشياء كثيرةً غيرَ صحيحة عن الإسلام مما كان سبباً في نفورنا عن الإسلام .
كان أبي داعماً قوياً لأعمال الكنيسة وكان هو وزوجته يقومان بتسجيل أشرطة الصلوات ثم يوزعونها على الناس مجاناً لاسيما في المستشفيات وبيوت المتقاعدين ودور العجزة ، وكان أبي يدعم كبار القساوسة مثل : ( جيمي سواقرت ، وجيري فال وِل ، وبات روبرتسون ) .
ثم عملتُ أنا ووالدي في التجارة وافتتحنا عدداً من المحلات التجارية وجمعنا من جرّاء ذلك الملايين من الدولارات .
وفي عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين أراد والدي أن يبدأ تجارةً مع رجل عربي من مصر ، فأخبرني بذلك وطلب مني أن أتعرف عليه .
أعجبتني الفكرة لأن تجارتنا ستصبح تجارة عالمية ، ثم إن ذلك سيتيح لنا الفرصة للتعرف على أشياء كنا نسمع عنها كالأهرامات ونهر النيل وغير ذلك .
لكن شيئاً عكَّر صفو تلك الفرحة ، لقد أخبرني أبي بأن شريكنا مسلم وان اسمه محمَّد!
لم أستطع تصديق ما وقع على مسمعي : مسلم !! مستحيل .. لا يمكن .
ثم توارد على خاطري ما كنت أسمع عنه من مثالب المسلمين ومصائبهم .
لكن والدي أصر على اللقاء واعتذر بأن هذه تجارة وأنه لا علاقة لها بالدين وأن هذا الرجل المسلم الذي ننوي مشاركته رجلٌ لطيف جداً .
وتحت الإلحاح الشديد وافقت على اللقاء به ، ولكن بشروطي الخاصة !
كانت شروطي تتلخص في أن أظهر عزة ديني وأن لا أتواضع لهذا المسلم ، ولذا فقد طلبتُ مقابلته يوم الأحد بعد أداء الصلاة الأسبوعية والخروج من الكنيسة !