إظهار الرسائل ذات التسميات الحج. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات الحج. إظهار كافة الرسائل
الأربعاء، 26 أكتوبر 2011
سلسلة الحج للدكتور فريد الانصاري رحمه الله
سلسلة الحج للدكتور فريد الانصاري رحمه الله
للحفظ اضغط على الرابط بيمين الفأرة واختر
حفظ الهدف باسم أو Save target as
enregistrer la cible du lien sous
صفة الحج
صفة الحج راجعها فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ( حفظه الله ) | ||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||
مطوية صادرة من دار الجواب بالرياض عند الرغبة في شراء هذه المطوية اتصل على جوال :054445346 & هاتف 2171781 فاكس : 2172474 & ص.ب 331 الرمز البريدي 11333 |
السبت، 15 أكتوبر 2011
عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها
عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها
وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم. وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه
بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.
فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0
5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).
فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
4-التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5-الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه
التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأحد، 21 نوفمبر 2010
أخي الحاج.. حج مبرور وسعي مشكور.. ولكن.. ماذا بعد الحج؟
الحمد لله الذي هدى عباده إلى الطريق القويم والصلاة والسلام على النبي
صاحب الحوض والمقام العظيم وآله وصحبه ومن تبعهم على الصراط المستقيم.
وبعد أخي الحاج:
إذا نوى الحجاج الإنصراف إلى أوطانهم، تذكروا الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والأخوان فيحملون معهم الهدايا، ومن كان موسعاً عليه، حمل أنواعاً من البضائع للتجارة، ولا حرج على الحاج في ذلك فإن الله تعالى قال: لَيسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مّنَ رَّبَكُم فَإذَا أَفَضْتُمْ مّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عندَ المَشْعَر الحَرَام وَاذْكُرُوه كَمَا هَدَاكُمْ وَإن كُنتُم مّن قَبْلِه لَمنَ الَضَّاليِنَ [البقرة:198].
قال الإمام القرطبي: ( في الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة وإن القصد إلى ذلك لا يكون شركاً ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه، روى الدارقطني في سننه عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إني رجل أكرى في هذا الوجه وإن ناساً يقولون: إنه لا حج لك، فقال ابن عمر: جاء رجل إلى الرسول فسأله مثل هذا الذي سألتني فسكت حتى نزلت هذه الآية: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم.. فقال رسول الله : { إن لك حجاً }.
أخي الحاج: إن الأخذ من الدنيا بقدر لا يؤثر في الإخلاص، ولكن أخي: كيف وجدت مشاعرك وأنت تودع تلك المعالم الطاهرة؟ أما رأيت أخي إن النبي أمر الناس أن لا ينصرفوا عن مكة حتى يطوفوا طواف الوداع، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان الناس ينصرفون في كل وجه فقال رسول الله : { لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت } ) [رواه مسلم].
أخي الحاج: هكذا أمر النبي أصحابه وهم يودعون البيت المعظم، أن يطوفوا طوافهم الأخير ليخرجوا من مكة وقد امتلأت أعينهم وقلوبهم بعظمة ذلك البيت زاده الله شرفاً.
وأنت أخي الحاج: إذ تودع البيت الحرام، ما الذي استشعرته وأنت تتهيأ لمغادرة تلك الربوع الطاهرة؟
وبعد أخي الحاج:
إذا نوى الحجاج الإنصراف إلى أوطانهم، تذكروا الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والأخوان فيحملون معهم الهدايا، ومن كان موسعاً عليه، حمل أنواعاً من البضائع للتجارة، ولا حرج على الحاج في ذلك فإن الله تعالى قال: لَيسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مّنَ رَّبَكُم فَإذَا أَفَضْتُمْ مّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عندَ المَشْعَر الحَرَام وَاذْكُرُوه كَمَا هَدَاكُمْ وَإن كُنتُم مّن قَبْلِه لَمنَ الَضَّاليِنَ [البقرة:198].
قال الإمام القرطبي: ( في الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة وإن القصد إلى ذلك لا يكون شركاً ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه، روى الدارقطني في سننه عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إني رجل أكرى في هذا الوجه وإن ناساً يقولون: إنه لا حج لك، فقال ابن عمر: جاء رجل إلى الرسول فسأله مثل هذا الذي سألتني فسكت حتى نزلت هذه الآية: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم.. فقال رسول الله : { إن لك حجاً }.
أخي الحاج: إن الأخذ من الدنيا بقدر لا يؤثر في الإخلاص، ولكن أخي: كيف وجدت مشاعرك وأنت تودع تلك المعالم الطاهرة؟ أما رأيت أخي إن النبي أمر الناس أن لا ينصرفوا عن مكة حتى يطوفوا طواف الوداع، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان الناس ينصرفون في كل وجه فقال رسول الله : { لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت } ) [رواه مسلم].
أخي الحاج: هكذا أمر النبي أصحابه وهم يودعون البيت المعظم، أن يطوفوا طوافهم الأخير ليخرجوا من مكة وقد امتلأت أعينهم وقلوبهم بعظمة ذلك البيت زاده الله شرفاً.
وأنت أخي الحاج: إذ تودع البيت الحرام، ما الذي استشعرته وأنت تتهيأ لمغادرة تلك الربوع الطاهرة؟
الأحد، 14 نوفمبر 2010
الأعمال التي يعادل ثوابها ثواب الحج
المصدر/المؤلف: هشام عبدالجواد الزهيري |
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه أعمال ورد في فضلها أنها كثواب الحج، أو ورد أنها تكفر الذنوب الماضية فعادلت الحج الذي يكفر ما مضى من الذنوب، عسى الحزين المحروم أن يتسلى بهذه الأحاديث؛ لكيلا تهلك نفسه من الحزن، والله المستعان.
أولاً: الأعمال التي ثوابها كثواب الحج:
1- أن يذهب المرء إلى المسجد لحضور درس علم أو ليُعلـِّم علمًا؛ ففي الحديث: { مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ } [صححه الألباني].
2- أن يذهب المرء إلى المسجد على وضوء؛ ليصلي فيه المكتوبة؛ ففي الحديث: { مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ } [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].
3- أن يصلي المرء في المسجد صلاة الصبح في جماعة، ويمكث في المسجد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم يمكث حتى يصلي ركعتي الضحى؛ ففي الحديث: { مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ } [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]، وفي رواية: { من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين } [رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني].
ثانياً: الأعمال التي ثوابها دخول الجنة أو غفران الذنوب:
لمَّا كان ثواب الحج دخول الجنة وغفران الذنوب؛ ففي الحديث: { الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ } [متفق عليه]، وفي آخر: { مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ } [متفق عليه]، فإننا نرجوا أن تكون الأعمال التي ورد في فضلها أنها تكفر الذنوب، أو تدخل العبد الجنة أن تكون كالحج، فمن هذه الأعمال:
1- تغسيل الميت والستر عليه؛ ففي الحديث: { مَنْ غَسَّلَ مُسْلِمًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ حَفَرَ لَهُ فَأَجَنَّهُ أُجْرِىَ عَلَيْهِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِيَّاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَفَنَّهُ كَسَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ } [رواه الحاكم والبيهقي والطبراني، وحسنه الألباني].
الأحد، 31 أكتوبر 2010
الحج ليس للحجاج فقط!
د. راغب السرجاني | |
استوقفني الحديث الصحيح المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمس: شَهَادة أنْ لا إلـه إلا الله وأَنْ محمدًا
رَسُول الله، وإقام الصلاةِ وإيتاءُ الزَكـَاةِ، وصَوْمُ رَمَضَــان، وحَجُ
البيْتِ).. ولفت نظري أن يكون الحج أحد هذه الأسس الخمس التي يبنى عليها
الإسلام!! وهو عبادة لا يكلف بها المسلم أو المسلمة إلا مرة واحدة في
العمر، وهي لمن استطاع.. أي أن هناك ملايين من المسلمين على مر العصور لا
يتمكنون من أداء هذه الفريضة لعدم الاستطاعة.. حتى من يستطيع أن يؤدي هذه
الفريضة، فأغلبهم يؤديها مرة واحدة؛ أي أن هذه الفريضة لا تأخذ من وقت
المسلم ومن حياته -إذا أداها- إلا وقتًا قليلاً جدًّا لا يتجاوز الأسبوعين
في أحسن الأحوال..
فلماذا يختار الله عز وجل هذه العبادة العارضة ليجعلها أساسًا من أسس هذا
الدين؟؟!!
رأيت أن الحج لا بد أن يكون له تأثيره على حياة الإنسان بكاملها في الأرض،
وأن هناك فوائد تتحقق من أداء هذه الفريضة في حياة الإنسان الذي أداها
كلها.
وكذلك فقد شرع الله لمن لم يشهد الحج بعض الأمور التي تجعلنا نحيا في نفس
جو الحجاج، ونتنسم معهم نسمات الحج، ليس ذلك عن طريق سماعهم أو متابعتهم
إعلاميًّا، وإنما بالفعل أيضًا.. ولتتأمل معي حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما من أيام
العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر -أي عشر ذي الحجة-، قالوا يا
رسول: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج
بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). هذه الأيام العشر من ذي الحجة هي
الفرصة لكل المؤمنين في الأرض.. مما يعني أننا يجب أن نستغل هذه الأيام
العشر خير استغلال حتى نكون كمن حج تمـامًا.
ولعلي أعرض عليك بعض الأعمال التي يمكن تحصيل الأجر بها إن شاء الله رب
العالمين:
|
الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010
وأتموا الحج والعمرة لله
قال تعالى في محكم كتابه: { وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة:196).
نزلت هذه الآية - كما ذكر المفسرون -
في الحديْبيَّة سنة ست للهجرة، حين صدَّ المشركون المسلمين عن بيت الله
الحرام، ولم يكن الحج قد فُرض بعدُ، فالمقصود من الكلام في الآية العمرة،
وذُكِر الحج تبشيرًا للمؤمنين بأنهم سيتمكنون من الحج فيما بعدُ، وهذا من
معجزات القرآن .
وقد بسط المفسرون القول في المقصود من الآية، ونحن نذكر خلاصة أقوالهم، فنقول:
اتفق
أهل التفسير على أن الشروع في الحج والعمرة ملزم؛ بمعنى أنه إذا شرع الحاج
أو المعتمر في أعمال أحد النسكين فيتعين عليه إتمامه؛ بيد أن المفسرين
تفاوتت أنظارهم في المقصود بقوله تعالى: { وأتموا } على أقوال حاصلها:
الأول: أن المقصود بإتمام الحج والعمرة، إتمامهما بعد الشروع فيهما، والدخول في أعمالهما، وإلى هذا القول ذهب ابن عباس رضي الله عنهما.
الثاني: أن المقصود بذلك أن يُحْرِم الحاج أو المعتمر من بيته، لا يريد إلا الحج والعمرة، دون غيرهما من الأعمال الدنيوية، وهذا قول عليٍّ وبعض الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وقول سعيد بن جبير وغيره من التابعين رحمهم الله .
الثالث: أن معنى إتمامهما، إنشاؤهما جميعًا من الميقات، وهو قول مكحول .
الرابع: إتمامهما يكون بإفراد كل واحد منهما عن الآخر؛ فعن عمر رضي الله عنه في قوله
تعالى: { وأتموا الحج } قال: " من تمامهما أن تُفرد كل واحدٍ منهما عن الآخر، وأن تعتمر في غير أشهر الحج " رواه عبد الرزاق .
الاثنين، 25 أكتوبر 2010
الحج أشهر معلومات
قال تعالى: {
الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج
وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا
أولي الألباب } (البقرة:197)
لما كان التقرب إلى الله سبحانه لا يتم بترك المعاصي
فحسب، بل لا بد أيضًا من فعل ما أمَرَ به سبحانه؛ فالشرع في مبتداه ومنتهاه
قائم على أمر ونهي، وفعل وكفٍّ؛ بيَّن تعالى في هذه الآية وما يليها من
آيات فرائض الحج وآدابه على الجملة، وما يجب أن يُراعى في أدائه، وأشار إلى
بعض أركانه وشعائره.
وقد ظهرت عناية الله تعالى بهذه العبادة العظيمة، إذ بَسَطَ تفاصيلها وأحوالها، مع تغيير ما أدخله أهل الجاهلية فيها .
الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010
رجع كيوم ولدته أمه
روى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ) وفي رواية له أيضًا: ( من حج هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ) وعند مسلم نحوه .
شرح الحديث
قال شراح الحديث: الأحاديث الواردة في هذا الباب مستفادة من قوله تعالى: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } (البقرة:197) .
قوله في رواية البخاري : ( من حج لله ) أي: ابتغاء وجه الله، وطلبًا لرضاه. والمراد الإخلاص في العمل، بأن لا يكون قصده في الأساس تجارة، أو سياحة، أو شبه ذلك .
معجم مصطلحات الحج
* أبطح:
الأبطح:
هو المكان الناتج عن سيل السيول، ويكون عادة مكانًا سهلاً لا حصى فيه ولا
حجارة، وكل موضع من مسايل الأودية يسويه الماء ويدوسه، فهو الأبطح،
والبطحاء، والبطح .
والبطحاء: هو المكان الذي بين مكة ومنى، سمي بذلك؛ لانبطاح الوادي فيها واتساعه، ويقال لها: المحصِّب والمعرِّس .
* إحرام:
الإحرام
لغة: المنع، وأحرم الرجل: دخل في الشهر الحرام؛ وأحرم بالحج والعمرة فهو
محرم، سُمي بذلك؛ لأنه يحرم عليه ما كان حلالاً من قبل، كالصيد والنساء..
والإحرام شرعًا عرَّفه العلماء بأكثر من تعريف، كلها متقاربة، نختار منها التعريف التالي: نية الدخول في نُسك الحج أو العمرة .
وأذن في الناس بالحج
قوله تعالى: { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } (الحج:27).
التأذين رفع الصوت بالإعلام بشيء، ومنه سمي الأذان، لِمَا فيه من إعلام بدخول وقت الصلاة، و { الناس } يعم كل البشر.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف - كما ذكر الطبري - أن إبراهيم عليه
السلام قام من مقامه، ونادى في الناس قائلاًَ: يا أيها الناس، إن ربكم قد
اتخذ بيتًا فحجُّوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض،
وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن
كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك .
و( الضامر ) قليل لحم البطن، والضمور من محاسن الخيل، لأنه يُعِينُها على السير والحركة؛ وهو في الآية اسم لكل ما يُرتحل عليه .
و( الفج ) لغة
الشق بين جبلين، وهو الطريق؛ والمقصود به في الآية، أن الناس يقصدون هذا
البيت من كل حَدَب وصوب. ووصف سبحانه الفج بأنه { عميق } أي بعيد؛ فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن شوقًا إلى رؤية الكعبة والطواف حولها، فالناس يقصدونها من سائر جهات الأرض .
صفة الحج
إذا كان
ضحى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم الحاج " المتمتع " من
مكانه الذي هو نازل فيه، فيغتسل ويتنظف ويتطيب، ويلبس ملابس الإحرام، ويفعل
ما فعله عند إحرامه بالعمرة، ثم يُهِلُّ بالحج قائلاً: " لبيك حجَّاً،
لبيك اللهم لبيك ..إلخ "، أما القارن والمفرد فإنهما لا يزالان على
إحرامهما الأول لم يحلاَّ منه.
ثم يخرج إلى منى فيصلى بها الظهر والعصر
والمغرب والعشاء والفجر، يصلي الرباعية ركعتين قصراً في وقتها من غير جمع،
لفعله - صلى الله عليه وسلم - ، والمبيت في منى هذه الليلة سنة وليس بواجب.
فإذا
طلعت شمس يوم التاسع - وهو يوم عرفة - سار الحاج من منى إلى عرفة، فينزل
بنمرة إلى الزوال إن تيسر له ذلك، فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر
ركعتين، ركعتين، بأذان واحد وإقامتين يجمع بينهما جمع تقديم،كما فعل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم يقف داخل حدود عرفة حتى غروب الشمس ،
ويتفرغ للدعاء والتضرع والذكر وقراءة القرآن ، ويحرص على اغتنام الوقت،
ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة رافعاً يديه مستقبل القبلة، فإن خير
الدعاء دعاء يوم عرفة، كما ثبت ذلك عنه عليه الصلاة والسلام .
فإذا
غربت الشمس دفع الحاج إلى مزدلفة بسكينة ووقار وهو يكثر من التلبية، فيصلى
بها المغرب والعشاء، المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين ، بأذان واحد وإقامتين ،
ثم ينام حتى الفجر .
إذا كان
ضحى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم الحاج " المتمتع " من
مكانه الذي هو نازل فيه، فيغتسل ويتنظف ويتطيب، ويلبس ملابس الإحرام، ويفعل
ما فعله عند إحرامه بالعمرة، ثم يُهِلُّ بالحج قائلاً: " لبيك حجَّاً،
لبيك اللهم لبيك ..إلخ "، أما القارن والمفرد فإنهما لا يزالان على
إحرامهما الأول لم يحلاَّ منه.
ثم يخرج إلى منى فيصلى بها الظهر والعصر
والمغرب والعشاء والفجر، يصلي الرباعية ركعتين قصراً في وقتها من غير جمع،
لفعله - صلى الله عليه وسلم - ، والمبيت في منى هذه الليلة سنة وليس بواجب.
فإذا
طلعت شمس يوم التاسع - وهو يوم عرفة - سار الحاج من منى إلى عرفة، فينزل
بنمرة إلى الزوال إن تيسر له ذلك، فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر
ركعتين، ركعتين، بأذان واحد وإقامتين يجمع بينهما جمع تقديم،كما فعل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم يقف داخل حدود عرفة حتى غروب الشمس ،
ويتفرغ للدعاء والتضرع والذكر وقراءة القرآن ، ويحرص على اغتنام الوقت،
ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة رافعاً يديه مستقبل القبلة، فإن خير
الدعاء دعاء يوم عرفة، كما ثبت ذلك عنه عليه الصلاة والسلام .
فإذا
غربت الشمس دفع الحاج إلى مزدلفة بسكينة ووقار وهو يكثر من التلبية، فيصلى
بها المغرب والعشاء، المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين ، بأذان واحد وإقامتين ،
ثم ينام حتى الفجر .
الأربعاء، 13 أكتوبر 2010
تيسير أحكام الحج والعمرة
وبعـــــــــــــــــــــــد :
فإنّ حج بيت الله الحرام، ركن من أركان الإسلام، من جحده كفر، ومن تركه
عمدا متهاونا فهو ـ إن لم يتداركه الله برحمته ـ لاشك هالك، ومن أخّره
بغيـــر عذر ـ إذ هو واجب على الفور في أصح قولي العلماء ـ فقد اقتحم
المهالك .
وقد عظم النبي صلى الله عليه سلم شأنه، فجعله من الجهاد في سبيل الله
تعالى، وذلك ذروة سنام الإسلام، وبشر الحاج أن يرجعه الله نقيا من الذنوب،
وهو إجابة دعوة إبراهيم عليه السلام، قال الحق سبحانه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:27].
السبت، 9 أكتوبر 2010
*الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج هداهم الله *
* الإحرام والأخطاء فيه :
ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم ، وقال ( فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة ).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل العراق ذات عرق .{ رواه أبو داوود والنسائي }.
وثبت في الصحيحين أيضاً في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، ويهل أهل الشام من الجحفة ، ويهل أهل نجد من قرن ) { الحديث}. فهذه المواقيت التي وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم حدود شرعية توقيفية موروثة عن الشارع لا يحل لأحد تغييرها أو التعدي فيها ، أو تجاوزها بدون إحرام لمن أراد الحج والعمرة ، فإن هذا من تعدي حدود الله وقد قال الله تعالى :( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: الآية229). ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ( يهل أهل المدينة ، ويهل أهل الشام ، ويهل أهل نجد) وهذا خبر بمعنى الأمر . والإهلال : رفع الصوت بالتلبية ، ولا يكون إلا بعد عقد الإحرام .فالإحرام من هذه المواقيت واجب على من أراد الحج أو العمرة إذا مر بها أو حاذاها سواء أتى من طريق البر أو البحر أو الجو . فإن كان من طريق البر نزل فيها إن مر بها أو فيما حاذاها إن لم يمر بها ، وأتى بما ينبغي أن يأتي به عند الإحرام من الاغتسال وتطييب بدنه ولبس ثياب إحرامه ، ثم يحرم قبل مغادرته .
ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم ، وقال ( فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة ).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل العراق ذات عرق .{ رواه أبو داوود والنسائي }.
وثبت في الصحيحين أيضاً في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، ويهل أهل الشام من الجحفة ، ويهل أهل نجد من قرن ) { الحديث}. فهذه المواقيت التي وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم حدود شرعية توقيفية موروثة عن الشارع لا يحل لأحد تغييرها أو التعدي فيها ، أو تجاوزها بدون إحرام لمن أراد الحج والعمرة ، فإن هذا من تعدي حدود الله وقد قال الله تعالى :( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: الآية229). ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ( يهل أهل المدينة ، ويهل أهل الشام ، ويهل أهل نجد) وهذا خبر بمعنى الأمر . والإهلال : رفع الصوت بالتلبية ، ولا يكون إلا بعد عقد الإحرام .فالإحرام من هذه المواقيت واجب على من أراد الحج أو العمرة إذا مر بها أو حاذاها سواء أتى من طريق البر أو البحر أو الجو . فإن كان من طريق البر نزل فيها إن مر بها أو فيما حاذاها إن لم يمر بها ، وأتى بما ينبغي أن يأتي به عند الإحرام من الاغتسال وتطييب بدنه ولبس ثياب إحرامه ، ثم يحرم قبل مغادرته .
كيف تحج ؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فهذه مذكرة عن أحكام الحج والعمرة كان أصلها دورة علمية القيت في جامع العلي في حي أجابحائل أردت نشرها رجاء أن ينتفع منها الإخوان .. مضافاً إليها الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاج منقولا بنصّه من كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ...
تعريف الحج:
الحج لغة :القصد ويروى بفتح الحاء وكسرها والأشهر الفتح .
شرعا : هو التعبد لله بقصد مكة لأداء عبارة الطواف والسعي والوقوف بعرفة وسائر المناسك
حكمه : ركن من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع .
الكتاب : قوله تعالى " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين .... إلى قوله " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإنه الله غني عن العالمين "
السنة : ماروه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس شهادة أن لااله إلا الله وان محمد رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا "
وقد اجمع العلماء على فرضيته وان من أنكر وجوبه فهو كافر مرتد عن الإسلام .
متى كان فرض الحج ؟ :
ذهب بعض أهل العلم إلى انه فرض في السنة السادسة لقوله تعالى " وأتموا الحج والعمرة لله " الآية .
فقد نزلت بإجماع المفسرين في السنة السادسة ورجح ابن القيم رحمه الله أن افتراض الحج كان سنة تسع أو عشر .
والثاني اقرب (قول ابن القيم ) لان المراد بالآية الإتمام ـ إتمام الحج ـ أما افتراضه فالصحيح انه لم يكن إلا في السنة التاسعة أو العاشرة .
فهذه مذكرة عن أحكام الحج والعمرة كان أصلها دورة علمية القيت في جامع العلي في حي أجابحائل أردت نشرها رجاء أن ينتفع منها الإخوان .. مضافاً إليها الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاج منقولا بنصّه من كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ...
تعريف الحج:
الحج لغة :القصد ويروى بفتح الحاء وكسرها والأشهر الفتح .
شرعا : هو التعبد لله بقصد مكة لأداء عبارة الطواف والسعي والوقوف بعرفة وسائر المناسك
حكمه : ركن من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع .
الكتاب : قوله تعالى " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين .... إلى قوله " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإنه الله غني عن العالمين "
السنة : ماروه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس شهادة أن لااله إلا الله وان محمد رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا "
وقد اجمع العلماء على فرضيته وان من أنكر وجوبه فهو كافر مرتد عن الإسلام .
متى كان فرض الحج ؟ :
ذهب بعض أهل العلم إلى انه فرض في السنة السادسة لقوله تعالى " وأتموا الحج والعمرة لله " الآية .
فقد نزلت بإجماع المفسرين في السنة السادسة ورجح ابن القيم رحمه الله أن افتراض الحج كان سنة تسع أو عشر .
والثاني اقرب (قول ابن القيم ) لان المراد بالآية الإتمام ـ إتمام الحج ـ أما افتراضه فالصحيح انه لم يكن إلا في السنة التاسعة أو العاشرة .