التعريف : -
الخوف من المرض : - هو خوف مرضي يعتري الإنسان إزاء داء معين أو مرض محدد كالخوف من مرض القلب ، أو الخوف من السل الرئوي ، أو الخوف من الإصابة بعاهة دائمة أو الخوف من أمراض الشيخوخة .
أعراضه : -
أ – وساوس نفسية تبدو على الإنسان في هيئة تخيلات و توهمات نفس المرض المخوف .
ب- الامتناع عن مشاركة الغير بالعزلة الانفرادية ، لانتقال الأمراض المعدية عن طريق مشاركة الغير .
ج – تجنب كل ما من شأنه يوصل إلى المرض المتوهم كالمبالغة من الخوف من الجراثيم والتلوث ، والوسوسة الزائدة في غسل الجسم والملابس وأدوات المطبخ والمأكولات .
د – إعادة أي حالة غير طبيعية إلى المرض المتوهم حتى أن المرء يخاف من السل الرئوي مثلا يخشى من السعال لئلا يكون ذلك بمثابة الدليل على إصابته بهذا المرض ، والذي يخاف من مرض السرطان فإنه يخشى من كل تورم يظهر في جسمه لئلا يكون ذلك تورما سرطانيا …
أسباب الخوف من المرض
أ - الخوف من الموت : -
ب - الخوف من الآلام والأوجاع : - وقد يدفع هذا المخوف بعض الناس إلى الإمتناع عن إجراء عملية جراحية ضرورية خوفا مما تنطوي عليه من أوجاع يرهبه مجرد تصورها والتفكير بها .
ج – الخوف من الإصابة بعاهة دائمة – ظاهرة أو خفية – وخاصة تلك الأمراض التي تصيب السمع أو البصر أو اللسان أو الجلد كالبرص والجذام والجرب أو الشلل النصفي أو الكلى .
هـ – الخوف من نفور المجتمع منه .
الخوف من المرض ؛ مرض العصر : -
نشرت جريدة الخليج الإماراتية في عددها الصادر بتاريخ 18أكتوبر1991 ، تقريرا إخباريا عن الخوف من المرض والذي أصبح مرضا معترفا به في بريطانيا قالت فيه : -
( أعلن رسميا في لندن أن ظاهرة الخوف من المرض التي تصيب بأعراضها أعدادا كبيرة من البريطانيين قد أ صبحت مرضا يعترف به رسميا ).
وتفيد الإحصاءات المنشورة أخيرا في لندن أن نسبة تصل إلى 80% في حدها الأعلى لمترددين على عيادات و 30 % في حدها الأدنى لمترددين على عيادات أخرى بانتظام ليسوا مصابين بأية أمراض عضوية ، وبتم إنفاق أموال طائلة على فحوصاتهم بأشعة إكس وتحليل الدم والجراحات الاستكشافية ، علاوة على استهلاكهم ساعات طويلة من وقت الأطباء .
وعلى الرغم من اقتناع هؤلاء الناس بأنهم مرضى إلا أنهم من الناحية الطبية يعتبرون أصحاء وفي مستوى عال من اللياقة وقد أثبت الخبراء الطبيون البريطانيون الآن أن هؤلاء يعانون من حالة مرضية يمكن أن تكون أكثر ضررا وتأثيرا من الآلام التي تسببها الأمراض العضوية .
وقد أكد الدكتور ريتشارد ستيبرن الخبير النفسي في مستشفى سانت جورج أن خبراء في وزارة الصحة البريطانية بدأوا في إجراء عمليات علاج نفسي وعضوي لهذا النوع من المرضى بالوهم ، وقد ذكر الأطباء أن أحد هؤلاء المرضى كان مهووسا بقياس درجة حرارته ، ولكن يقيس درجة حرارته نحو عشر مرات في اليوم الواحد ، وكان يتخيل أن حرارته مرتفعة وأنه مصاب بحمى إذا ما وجد ارتفاعا ولو بشرطة واحدة من الدرجة في مقياس الحرارة .
وقد بلغ الهوس بالمريض بعد ذلك درجة أنه أخذ يقيس حرارته كل خمس دقائق وكان يحتفظ بجهاز ثرمومتر في كل غرفة في المنزل .
وقد أجرى الأطباء سلسلة من الفحوص الكثيفة على المريض الوهمي وتكشف عدم وجود أي مرض طبي واضح ، ومع ذلك فقد قرر الأطباء إجراء علاج نفسي مكثف لهذا الشخص على اعتبار أن هذه الحالة تعادل في خطورتها أي مرض عضوي حقيقي .
ويقول الخبراء أنه ثبت أن هناك مئات من الحالات التي أدت إلى انهيار المستقبل العملي لهؤلاء الأشخاص المرضى بالوهم بسبب سيطرة فكرة المرض عليهم والخوف من آثاره … ويصر بعض هؤلاء الأشخاص على إجراء فحص طبي دقيق لهم باستخدام الأشعة وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة .
وقد شبه بعض الأطباء هذه الحالة بأنها تشبه حالة العجز الجسماني التي تؤدي إلى عاهات مستديمة لدى هذا النوع من المرض .
وقد بدأت بعض المستشفيات والعيادات الطبية برنامجا مكثفا لمدة تسعة أسابيع لمساعدة هذا النوع من المرضى وإقناعهم بأنهم ليسوا مرضى مطلقا . وفعلا تحسنت حالة عدد كبير منهم فأخذ يقلل من تردده على عيادات الأطباء إلى أن وصل مرحلة الإقلاع عن التفكير في مشاكله الصحية ثم عادت الصحة والعافية إلى نفوسهم وأجسامهم .
ولذلك فإن الخبراء يؤكدون أن اعتبار هذه الحالة نوعا من المرض وعدم الاستخفاف بتقييم أخطارها كان فكرة صائبة ينبغي تطويرها ، وتوفير العلاج النفسي والاستماع شخصيا إلى شكاوى هؤلاء الناس هو السبيل المثالي لمعالجة هذه المشكلة العويصة ) .
طرق العلاج
مدخل إلى العلاج :-
لجأ الناس قديما للتخفيف من الخوف من الأمراض إلى السحر والشعوذة ،ولا تزال أعراض هذه الوسائل منتشرة في أصقاع المسلمين وغيرهم وبخاصة عند العوام منهم وبعض أنصاف المتعلمين .
ومع ما تشكله هذه الوسائل من تأثير نفسي بالتخفيف من حمأة الخوف من المرض أحيانا إلا أنها من الوسائل المحرمة لما تحويه من ألفاظ ومعتقدات شركية تخرج الإنسان من دائرة التوحيد إلى الشرك.
علما بأن معالجة الخوف من الأمراض عن طريق الدين أمر فيه فائدة عظيمة على النفس الإنسانية ، ولكنه لا ينفصل عن الأخذ بالأسباب لإتمام عملية التوكل.
قال – صلى الله عليه وسلم - : (( اعقلها وتوكل )) .
فعندما ينتشر وباء ويخاف الإنسان على نفسه الإصابة به،عليه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالحفظ و الرعاية ثم العمل بالأسباب الفاعلة.
فالطاعون مثلا بقية رجز أو عذاب أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ،وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها وهذا ما يسمى بالحجر الصحي وهو من الأسباب الظاهرة في عدم انتشار الوباء .
ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الوباء سببا في دوام الوسوسة لمن كان داخل المنطقة المصابة ولا لمن يكون خارجها،لأن الوسوسة بحد ذاتها مرض ، فكيف يعالج خوفه من مرض بتلبس مرض آخر.
والأمراض الجنسية كالإيدز والزهري والسيلان مماثلا أيضا للطاعون ،ولتجنها لا بد من تجنب أسبابها ، وأهمها ؛ الاتصال مع أطراف أخرى مصابة بهذه الأمراض، وحتى لا يقع الإنسان فريسة الجهل لا بد من الامتناع عن السفاح والاكتفاء بالحلال الطيب ،ولا مانع يمنع من تأكد خلو الزوجين قبل زواجهما من أمثال هذه الأمراض.
وإذا كان الطاعون بقية رجز أرسله الله على عصاة بني إسرائيل ،فإن الأمراض التناسلية أيضا بقية رجز أرسلها الله على العصاة الذي يتعدون حدود الله جزاء وفاقا .
أما الأمراض غير المعدية كالخوف من الأمراض السرطانية أو أمراض القلب فعلاجها بتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إليها ،فمثلا أجمع الأطباء على أن الدخان من أسباب الورم الخبيث.
والسمنة من أسباب أمرا ض القلب ، فلماذا لا يعمل الإنسان بهذه النصائح حتى يتجنب الخوف من هذه الأمراض.
وصايا مهمة للعلاج
1 –التوجه إلى الله بالدعاء بالحماية والرعاية وهذه جملة من أدعية المصطفى –صلى الله عليه وسلم-للحفظ من الأمراض المخوفة كافة.
أ - عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :
((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل … وأعوذ بك من الصمت والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام )) .
ب - وعن علي- رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
((اللهم أمتعني بسمعي وبصري حتى تجعلها الوارث مني وعافني في ديني وفي جسدي)).
ج- وعن ابن العباس –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
(( اللهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي ،اللهم استر عورتي و آمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك من أن أغتال من تحتي )).
د- وكان من دعائه-صلى الله عليه وسلم-لمعالجة الخوف من الشيخوخة ((اللهم اجعل أوسع رزقك عند كبر سني وانقطاع عمري)).
2- طلب الوقاية العلاجية بأخذ الطعم ضد الوباء.
وهذا ما يسمى بالطب الوقائي.
3-الاهتمام بالنظافة العامة والخاصة من غير إفراط ولا تفريط.
4-استخدام قانون المعدلات
قالت إحدى السيدات لدايل كارنغي مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة: (( منذ سنوات قليلة ،انشر مرض شلل الأطفال في كاليفورنيا ،في الماضي كدت أصاب بالجنون لذلك،لكن زوجي أقنعني بالتصرف بهدوء ، فاتخذنا الاحتياطات التي يمكننا اتخاذها،أبعدنا الأطفال عن التجمعات بعيدا عن المدرسة وعن دور السينما وعندما استشرنا دائرة الصحة وجدنا أن أسوأ حالات مرض شلل الأطفال المنتشرة في كاليفورنيا لم يصب سوى (1853)طفلا.فشعرنا طبقا لقانون المعدلات أن فرص الإصابة بهذا المرض هي بعيدة.
5- التعاون مع الأمر المحتوم
أ - الصبر . قال تعالى : ( إن مع العسر يسرا ) .
قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) .
وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )) .
ب - بالقرآن والرقى الثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد أخبر سبحانه وتعالى عن كتابه أن فيه شفاء للمؤمنين قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
قال ابن القيم : ( و ( من ) ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في الآية ( المتقدمة ) ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب فلم ينزل الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع من إزالة الداء من القرآن .
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : ( انطلق نفر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم . فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيت هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط . إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء . فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لي جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عيه ويقرأ : ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة .
فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم . اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا نفعل حتى نأتي النبي – صلى الله عليه وسلم – فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فذكروا له ذلك فقال : ( وما يدريك أنها رقية ) ؟ ثم قال : ( قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما ) .
فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأنه لم يكن ، وهو أسهل دواء وأيسره ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثير عجيبا في الشفاء .
ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة . فأرى لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا .
( ولكن ها هنا ) أمر ينبغي التفطن له ، وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي ( يستشفى ) بها ويرقى بها ، هي في نفسها نافعة شافية ، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثره فمن تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فأن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره ، فأن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا أخذ الرقي والتعويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة أثر في إزالة الداء ) .
عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال : ( أتى جبريل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من حسد حاسد ومن كل عين واسم الله يشفيك ) .
وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : اشتكيت يا محمد ؟ فقال : نعم . فقال : بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك ومن شر كل نفس وعين الله تشفيك بسم الله أرقيك .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا فزع أحدكم في أزمة فليقل : بسم الله ، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده ، ومن شر الشياطين أن يحضرون ) .
ج – التداوي بالعمل بالأسباب المساعدة لرفع الداء
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء . غير داء واحد . الهرم ) .
قال – صلى الله عليه وسلم - ( لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى ) .
يقول كارل كارنيغي : أخبرني الأستاذ هوكس في جامعة كولومبيا أنه اتخذ هذه الترنيمة واحدا من شعاراته : لكل علة تحت الشمس يوجد لها علاج ، أو لا يوجد أ بدا ، فإن كان يوجد علاج حاول أن تجده ، وإن لم يكن موجودا لا تهتم به .
أم الشيخوخة فليس لها دواء إلا قبول الأمر الواقع واغتنام مرحلة الشباب بالحكمة والنظرة الثاقبة والعقل الواعي وتربية الأولاد تربية صالحة حتى يقوموا على رعايته والإحسان إليه .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء له غير داء الهرم ) .
وعن ابن العباس – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
وكان ابن عمر يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصياح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) .
6- الموت بسبب الأمراض كفارة وشهادة
بينت الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية الصريحة أن الأجر على قدر المشقة أن البلاء على قدر الإيمان وإنه مكفر للسيئات ، بل إن من يموت بأي مرض من الأمراض المخوفة فإن الله يبلغه مراتب الشهداء .
أ – الطاعون : قال – صلى الله عليه وسلم – ( الطاعون شهادة لكل مسلم ) .
ب – وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إنه ( الطاعون ) كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد ) .
ج – الذي يصاب بداء البطن
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
: ( ومن مات في البطن فهو شهيد ) .
وعنه أيضا : ( الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ) .
وعن جابر بن عتيك مرفوعا قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الشهداء سبعة سوى القتل في يسبل الله ( المطعون شهيد ، والغرق شهيد ، والحرق شهيد ، والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجمع شهيدة ) .
وعن عتبة بن السلمي قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون ، فيقول أصحاب الطاعون : نحن شهداء ، فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك ) .
د- السل
قال – رضي الله عنه - : ( القتل في سبيل الله شهادة ، والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة والبطن شهادة ) .
هـ – الموت من ذات الجنب
فعن عقبة بن عامر مرفوعا قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الميت من ذات الجنب شهادة ) .
أخي القارئ إذا كانت الإصابة بالأمراض كفارة ، والموت بسببها شهادة فعلام الخوف من المرض ؟
توِّق الأمراض بالأسباب ثم توكل على الحي الذي لا يموت قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : ( والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .
فدع الخوف وابدأ الحياة ....
وآخـر دعوانا أن الحمـد لله رب العـالمـين
الخوف من المرض : - هو خوف مرضي يعتري الإنسان إزاء داء معين أو مرض محدد كالخوف من مرض القلب ، أو الخوف من السل الرئوي ، أو الخوف من الإصابة بعاهة دائمة أو الخوف من أمراض الشيخوخة .
أعراضه : -
أ – وساوس نفسية تبدو على الإنسان في هيئة تخيلات و توهمات نفس المرض المخوف .
ب- الامتناع عن مشاركة الغير بالعزلة الانفرادية ، لانتقال الأمراض المعدية عن طريق مشاركة الغير .
ج – تجنب كل ما من شأنه يوصل إلى المرض المتوهم كالمبالغة من الخوف من الجراثيم والتلوث ، والوسوسة الزائدة في غسل الجسم والملابس وأدوات المطبخ والمأكولات .
د – إعادة أي حالة غير طبيعية إلى المرض المتوهم حتى أن المرء يخاف من السل الرئوي مثلا يخشى من السعال لئلا يكون ذلك بمثابة الدليل على إصابته بهذا المرض ، والذي يخاف من مرض السرطان فإنه يخشى من كل تورم يظهر في جسمه لئلا يكون ذلك تورما سرطانيا …
أسباب الخوف من المرض
أ - الخوف من الموت : -
ب - الخوف من الآلام والأوجاع : - وقد يدفع هذا المخوف بعض الناس إلى الإمتناع عن إجراء عملية جراحية ضرورية خوفا مما تنطوي عليه من أوجاع يرهبه مجرد تصورها والتفكير بها .
ج – الخوف من الإصابة بعاهة دائمة – ظاهرة أو خفية – وخاصة تلك الأمراض التي تصيب السمع أو البصر أو اللسان أو الجلد كالبرص والجذام والجرب أو الشلل النصفي أو الكلى .
هـ – الخوف من نفور المجتمع منه .
الخوف من المرض ؛ مرض العصر : -
نشرت جريدة الخليج الإماراتية في عددها الصادر بتاريخ 18أكتوبر1991 ، تقريرا إخباريا عن الخوف من المرض والذي أصبح مرضا معترفا به في بريطانيا قالت فيه : -
( أعلن رسميا في لندن أن ظاهرة الخوف من المرض التي تصيب بأعراضها أعدادا كبيرة من البريطانيين قد أ صبحت مرضا يعترف به رسميا ).
وتفيد الإحصاءات المنشورة أخيرا في لندن أن نسبة تصل إلى 80% في حدها الأعلى لمترددين على عيادات و 30 % في حدها الأدنى لمترددين على عيادات أخرى بانتظام ليسوا مصابين بأية أمراض عضوية ، وبتم إنفاق أموال طائلة على فحوصاتهم بأشعة إكس وتحليل الدم والجراحات الاستكشافية ، علاوة على استهلاكهم ساعات طويلة من وقت الأطباء .
وعلى الرغم من اقتناع هؤلاء الناس بأنهم مرضى إلا أنهم من الناحية الطبية يعتبرون أصحاء وفي مستوى عال من اللياقة وقد أثبت الخبراء الطبيون البريطانيون الآن أن هؤلاء يعانون من حالة مرضية يمكن أن تكون أكثر ضررا وتأثيرا من الآلام التي تسببها الأمراض العضوية .
وقد أكد الدكتور ريتشارد ستيبرن الخبير النفسي في مستشفى سانت جورج أن خبراء في وزارة الصحة البريطانية بدأوا في إجراء عمليات علاج نفسي وعضوي لهذا النوع من المرضى بالوهم ، وقد ذكر الأطباء أن أحد هؤلاء المرضى كان مهووسا بقياس درجة حرارته ، ولكن يقيس درجة حرارته نحو عشر مرات في اليوم الواحد ، وكان يتخيل أن حرارته مرتفعة وأنه مصاب بحمى إذا ما وجد ارتفاعا ولو بشرطة واحدة من الدرجة في مقياس الحرارة .
وقد بلغ الهوس بالمريض بعد ذلك درجة أنه أخذ يقيس حرارته كل خمس دقائق وكان يحتفظ بجهاز ثرمومتر في كل غرفة في المنزل .
وقد أجرى الأطباء سلسلة من الفحوص الكثيفة على المريض الوهمي وتكشف عدم وجود أي مرض طبي واضح ، ومع ذلك فقد قرر الأطباء إجراء علاج نفسي مكثف لهذا الشخص على اعتبار أن هذه الحالة تعادل في خطورتها أي مرض عضوي حقيقي .
ويقول الخبراء أنه ثبت أن هناك مئات من الحالات التي أدت إلى انهيار المستقبل العملي لهؤلاء الأشخاص المرضى بالوهم بسبب سيطرة فكرة المرض عليهم والخوف من آثاره … ويصر بعض هؤلاء الأشخاص على إجراء فحص طبي دقيق لهم باستخدام الأشعة وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة .
وقد شبه بعض الأطباء هذه الحالة بأنها تشبه حالة العجز الجسماني التي تؤدي إلى عاهات مستديمة لدى هذا النوع من المرض .
وقد بدأت بعض المستشفيات والعيادات الطبية برنامجا مكثفا لمدة تسعة أسابيع لمساعدة هذا النوع من المرضى وإقناعهم بأنهم ليسوا مرضى مطلقا . وفعلا تحسنت حالة عدد كبير منهم فأخذ يقلل من تردده على عيادات الأطباء إلى أن وصل مرحلة الإقلاع عن التفكير في مشاكله الصحية ثم عادت الصحة والعافية إلى نفوسهم وأجسامهم .
ولذلك فإن الخبراء يؤكدون أن اعتبار هذه الحالة نوعا من المرض وعدم الاستخفاف بتقييم أخطارها كان فكرة صائبة ينبغي تطويرها ، وتوفير العلاج النفسي والاستماع شخصيا إلى شكاوى هؤلاء الناس هو السبيل المثالي لمعالجة هذه المشكلة العويصة ) .
طرق العلاج
مدخل إلى العلاج :-
لجأ الناس قديما للتخفيف من الخوف من الأمراض إلى السحر والشعوذة ،ولا تزال أعراض هذه الوسائل منتشرة في أصقاع المسلمين وغيرهم وبخاصة عند العوام منهم وبعض أنصاف المتعلمين .
ومع ما تشكله هذه الوسائل من تأثير نفسي بالتخفيف من حمأة الخوف من المرض أحيانا إلا أنها من الوسائل المحرمة لما تحويه من ألفاظ ومعتقدات شركية تخرج الإنسان من دائرة التوحيد إلى الشرك.
علما بأن معالجة الخوف من الأمراض عن طريق الدين أمر فيه فائدة عظيمة على النفس الإنسانية ، ولكنه لا ينفصل عن الأخذ بالأسباب لإتمام عملية التوكل.
قال – صلى الله عليه وسلم - : (( اعقلها وتوكل )) .
فعندما ينتشر وباء ويخاف الإنسان على نفسه الإصابة به،عليه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالحفظ و الرعاية ثم العمل بالأسباب الفاعلة.
فالطاعون مثلا بقية رجز أو عذاب أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ،وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها وهذا ما يسمى بالحجر الصحي وهو من الأسباب الظاهرة في عدم انتشار الوباء .
ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الوباء سببا في دوام الوسوسة لمن كان داخل المنطقة المصابة ولا لمن يكون خارجها،لأن الوسوسة بحد ذاتها مرض ، فكيف يعالج خوفه من مرض بتلبس مرض آخر.
والأمراض الجنسية كالإيدز والزهري والسيلان مماثلا أيضا للطاعون ،ولتجنها لا بد من تجنب أسبابها ، وأهمها ؛ الاتصال مع أطراف أخرى مصابة بهذه الأمراض، وحتى لا يقع الإنسان فريسة الجهل لا بد من الامتناع عن السفاح والاكتفاء بالحلال الطيب ،ولا مانع يمنع من تأكد خلو الزوجين قبل زواجهما من أمثال هذه الأمراض.
وإذا كان الطاعون بقية رجز أرسله الله على عصاة بني إسرائيل ،فإن الأمراض التناسلية أيضا بقية رجز أرسلها الله على العصاة الذي يتعدون حدود الله جزاء وفاقا .
أما الأمراض غير المعدية كالخوف من الأمراض السرطانية أو أمراض القلب فعلاجها بتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إليها ،فمثلا أجمع الأطباء على أن الدخان من أسباب الورم الخبيث.
والسمنة من أسباب أمرا ض القلب ، فلماذا لا يعمل الإنسان بهذه النصائح حتى يتجنب الخوف من هذه الأمراض.
وصايا مهمة للعلاج
1 –التوجه إلى الله بالدعاء بالحماية والرعاية وهذه جملة من أدعية المصطفى –صلى الله عليه وسلم-للحفظ من الأمراض المخوفة كافة.
أ - عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :
((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل … وأعوذ بك من الصمت والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام )) .
ب - وعن علي- رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
((اللهم أمتعني بسمعي وبصري حتى تجعلها الوارث مني وعافني في ديني وفي جسدي)).
ج- وعن ابن العباس –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
(( اللهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي ،اللهم استر عورتي و آمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك من أن أغتال من تحتي )).
د- وكان من دعائه-صلى الله عليه وسلم-لمعالجة الخوف من الشيخوخة ((اللهم اجعل أوسع رزقك عند كبر سني وانقطاع عمري)).
2- طلب الوقاية العلاجية بأخذ الطعم ضد الوباء.
وهذا ما يسمى بالطب الوقائي.
3-الاهتمام بالنظافة العامة والخاصة من غير إفراط ولا تفريط.
4-استخدام قانون المعدلات
قالت إحدى السيدات لدايل كارنغي مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة: (( منذ سنوات قليلة ،انشر مرض شلل الأطفال في كاليفورنيا ،في الماضي كدت أصاب بالجنون لذلك،لكن زوجي أقنعني بالتصرف بهدوء ، فاتخذنا الاحتياطات التي يمكننا اتخاذها،أبعدنا الأطفال عن التجمعات بعيدا عن المدرسة وعن دور السينما وعندما استشرنا دائرة الصحة وجدنا أن أسوأ حالات مرض شلل الأطفال المنتشرة في كاليفورنيا لم يصب سوى (1853)طفلا.فشعرنا طبقا لقانون المعدلات أن فرص الإصابة بهذا المرض هي بعيدة.
5- التعاون مع الأمر المحتوم
أ - الصبر . قال تعالى : ( إن مع العسر يسرا ) .
قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) .
وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )) .
ب - بالقرآن والرقى الثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد أخبر سبحانه وتعالى عن كتابه أن فيه شفاء للمؤمنين قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
قال ابن القيم : ( و ( من ) ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في الآية ( المتقدمة ) ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب فلم ينزل الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع من إزالة الداء من القرآن .
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : ( انطلق نفر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم . فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيت هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط . إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء . فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لي جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عيه ويقرأ : ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة .
فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم . اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا نفعل حتى نأتي النبي – صلى الله عليه وسلم – فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فذكروا له ذلك فقال : ( وما يدريك أنها رقية ) ؟ ثم قال : ( قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما ) .
فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأنه لم يكن ، وهو أسهل دواء وأيسره ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثير عجيبا في الشفاء .
ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة . فأرى لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا .
( ولكن ها هنا ) أمر ينبغي التفطن له ، وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي ( يستشفى ) بها ويرقى بها ، هي في نفسها نافعة شافية ، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثره فمن تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فأن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره ، فأن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا أخذ الرقي والتعويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة أثر في إزالة الداء ) .
عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال : ( أتى جبريل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من حسد حاسد ومن كل عين واسم الله يشفيك ) .
وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : اشتكيت يا محمد ؟ فقال : نعم . فقال : بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك ومن شر كل نفس وعين الله تشفيك بسم الله أرقيك .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا فزع أحدكم في أزمة فليقل : بسم الله ، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده ، ومن شر الشياطين أن يحضرون ) .
ج – التداوي بالعمل بالأسباب المساعدة لرفع الداء
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء . غير داء واحد . الهرم ) .
قال – صلى الله عليه وسلم - ( لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى ) .
يقول كارل كارنيغي : أخبرني الأستاذ هوكس في جامعة كولومبيا أنه اتخذ هذه الترنيمة واحدا من شعاراته : لكل علة تحت الشمس يوجد لها علاج ، أو لا يوجد أ بدا ، فإن كان يوجد علاج حاول أن تجده ، وإن لم يكن موجودا لا تهتم به .
أم الشيخوخة فليس لها دواء إلا قبول الأمر الواقع واغتنام مرحلة الشباب بالحكمة والنظرة الثاقبة والعقل الواعي وتربية الأولاد تربية صالحة حتى يقوموا على رعايته والإحسان إليه .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء له غير داء الهرم ) .
وعن ابن العباس – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
وكان ابن عمر يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصياح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) .
6- الموت بسبب الأمراض كفارة وشهادة
بينت الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية الصريحة أن الأجر على قدر المشقة أن البلاء على قدر الإيمان وإنه مكفر للسيئات ، بل إن من يموت بأي مرض من الأمراض المخوفة فإن الله يبلغه مراتب الشهداء .
أ – الطاعون : قال – صلى الله عليه وسلم – ( الطاعون شهادة لكل مسلم ) .
ب – وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إنه ( الطاعون ) كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد ) .
ج – الذي يصاب بداء البطن
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
: ( ومن مات في البطن فهو شهيد ) .
وعنه أيضا : ( الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ) .
وعن جابر بن عتيك مرفوعا قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الشهداء سبعة سوى القتل في يسبل الله ( المطعون شهيد ، والغرق شهيد ، والحرق شهيد ، والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجمع شهيدة ) .
وعن عتبة بن السلمي قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون ، فيقول أصحاب الطاعون : نحن شهداء ، فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك ) .
د- السل
قال – رضي الله عنه - : ( القتل في سبيل الله شهادة ، والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة والبطن شهادة ) .
هـ – الموت من ذات الجنب
فعن عقبة بن عامر مرفوعا قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الميت من ذات الجنب شهادة ) .
أخي القارئ إذا كانت الإصابة بالأمراض كفارة ، والموت بسببها شهادة فعلام الخوف من المرض ؟
توِّق الأمراض بالأسباب ثم توكل على الحي الذي لا يموت قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : ( والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .
فدع الخوف وابدأ الحياة ....
وآخـر دعوانا أن الحمـد لله رب العـالمـين
0 commentaires:
إرسال تعليق