Video

ضع بريدك الالكتروني

مدعوم منFeedBurner

قران يتلى اناء الليل واطراف النهار

طريق التوبة في الهاتف النقال

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

النهي عن كثرة السؤال والتشدد

الحديث التاسع: النهي عن كثرة السؤال والتشدد

نص الحديث
عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: { ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم }.

[رواه البخاري:7288، ومسلم:1337].
شرح الحديث
{ ما } في قوله: { ما نهيتكم } وفي قوله: { ما أمرتكم } شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئاً، لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه، وأما المأمور فقال: { وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم } لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان، ولذلك قيده النبي بقوله: { فأتوا منه ما استطعتم }.

فيستفاد من هذا الحديث فوائد: وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى. وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة.

ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله.

ومن فوائد الحديث: وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب.

ومن فوائده: أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع.

ومن فوائده: سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه.

ومن فوائده: أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائماً صلى قاعداً ومن لم يستطع قاعداً صلى على جنب ومن أمكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع، وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع.

ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب، وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط.

ومن فوائد الحديث: أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا.

ومن فوائد الحديث: التحذير من كثرة المسائل والاختلاف، لأن ذلك أهلك من كان قبلنا، فإذا فعلناه، فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا ..

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

طيب المساجد وزينة الصلاة -- الوقفة الأخيرة: مع أهل النفوس السليمة والعقول المستقيمة:

إن إحياء أهمية الصلاة, ومكانة المسجد لدى الناس مسئولية الجميع لا يمكن أن تغرس في النفوس إلا بتظافر جهود المخلصين من مربين ومعلمين, ودعاة ومحتسبين, ويأتي هذا عبر الكلمة الصادقة, والتوجيه السديد, والقصة المؤثرة.أما الحوافز المادية مع الصغار فذات أثر عجيب. 
 
ينشـــأ ناشـــئ الفتيــان منـــا *** على مــا كــان عــوده أبــوه
النفس كالطفل إن تتركه شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم 

أخيرا أقول كن خير هاد وداعية واعلم أن من دل على خير كان له من الأجر مثل أجور من تبعه, فصلاح الأمة يكون بجهود رجالها العاملين المخلصين.

والله أسأل أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق والأعمال, وأن يجنبنا سيئها إنه أهل الجود والإكرام. 

وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين

الشيخ / محمد بن صالح بن سليمان الخزيم

طيب المساجد وزينة الصلاة -- الوقفة السادسة : الصلاة وزينة اللباس :

لما كانت الصلاة عبادة ربانية, وصلة بين العبد وربه, يلتقي فيها العبد مع معبوده, والحبيب مع محبوبه, ولما كان من تعظيم الله سبحانه وتعالى تعظيم الصلاة, تأكد التزين لها بالملبس والتطيب وغيرهما قال تعالى:( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد).

وعلى هذا الطريق سار صالح الأمة صغارهم وكبارهم فلا ترى في سيرهم إلا كل حسن وجميل, وقد استمر هذا الأمر حتى خفت بعض العقول، وتأثرت بعض النفوس بقبيح المنقول مما قد يشاهد ويسمع، فغلب الجهل وقل الفهم، ونسي البعض حقيقة الأمر فتجد من الصغار من تأثر بالكبار فجاء إلى المسجد على أسوء حال في هيئته ورائحته. متأثراً بمن حوله كأبيه وأخيه في عدم الاهتمام بشأن الصلاة والمصلين. 

فإلى هؤلاء الفئة نسوق جانبا من آداب صالح الأمة وفق هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم معتبرين بحالهم حتى يعلو شأن المسجد في النفوس, ويعظم أمر الصلاة في القلوب, وترتقي جماعة المصلين إلى معالي الأمور فمن ذلك: 

طيب المساجد وزينة الصلاة -- الوقفة الخامسة : صور من تطيب السلف للصلاة و عند ارتياد المساجد :

إن سلفنا الصالح قد استنار بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فسار على دربه, واهتدى بهديه. فمن ذلك خصلة ــ الطيب والتطيب ــ حتى أن بعضهم صار يعرف بالرائحة الزكية في ذهابه وإيابه لتزينه بأطيب الطيب. حينما يقصد الصلاة والمسجد. 

نتناول شيئا من حالهم في هذا الأدب الرفيع لمن أراد أن يرتقي إلى مصافهم, ولإيقاظ الهمم ودفع العزائم نحو ذلك فمن حالهم :

1- ما كان من سلمة رضي الله عنه أنه إذا توضأ أخذ المسك فمسح به وجهه ويديه.
2- وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يعرف بريح الطيب, وكان يعجبه إذا قام إلى الصلاة (الريح الطيبة, والثياب النقية).
3- أما عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقد كان إذا خرج إلى المسجد عرف أهل الطريق أنه مر من طيب ريحه.
4- كان عبد الله بن عمر رضي االله عنه (يتطيب للجمعة والعيدين كان يأمر بثيابه أن تجمر كل جمعة).
5- وعُرف عثمان بن عروة بن الزبير بكثرة وضع الغالية, كما وكان حين يقوم من مصلاه يأتي الناس إلى مكانه ويسْلُتون الغالية من على الحصباء مما أصابها من لحيته.
6- قال عثمان بن عبيد الله (رأيت ابن عمر وأبا هريرة وأبا قتادة وأبا أسيد الساعدي يمرون علينا ونحن في الكُتّاب فنجد منهم ريح العبير وهو الخلوق) (مصنف بن أبي شيبة (2/305)والآداب الكبرى (3/529) وموطأ مالك ) هكذا كانت مكانة الصلاة والمساجد عند سلفنا الأفذاذ لمعرفتهم حق المعرفة عظم تلك العبادة ولمعرفتهم أيضاً بين يدي من سيقفون فرحمهم الله رحمة واسعة.

طيب المساجد وزينة الصلاة -- الوقفة الرابعة : حكم وضع مباخر العود في قبلة الصلاة :

قد يعتري بعض المصلين الحرج عند وضع مباخر العود في قبلة المصلين بحجة وضع الجمر فيها وذلك أثناء تطييب المسجد. وقد أجاب على هذا الإشكال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله فقال: (لا حرج في ذلك ولا يدخل هذا فيما ذكره بعض الفقهاء, في كراهة استقبال النار فإن الذين قالوا بكراهية استقبال النار عللوا هذا بأنه يشبه المجوس في عبادتهم للنيران, فالمجوس لا يعبدون النار على هذا الوجه, وعلى هذا فلا حرج من وضع حامل البخور أمام المصلين, ولا من وضع الدفايات الكهربائية أمام المصلين أيضا, لا سيما إذا كانت أمام المأمومين وحدهم دون الإمام).

طيب المساجد وزينة الصلاة -- الوقفة الثالثة : الواجب على إمام المسجد ومؤذّنه :

إلى كل إمام ومؤذنه وقيّمه, لقد عرفتم عظم شأن المسجد ومكانته في الإسلام فأنتم رعاة بيوت الله. حقها عليكم العناية والرعاية بصيانتها وحمايتها من كل ما يشينها ويدنسها ويفرق جماعتها. فمن كان على هذه الحال فهو خير وأفضل. ولا تحقروا من المعروف شيئا وإياكم والتخذيل عن القيام بمثل هذا العمل. فشتان بين إمام لم يأبه بمسجده, وبين أمام همه مسجده تطييبا وتأليفا ورعاية. 

وليعلم الجميع أن جلب الرائحة الزكية للمسجد تزيل كثيرا مما قد يعتريه من روائح, وتجلب السرور للمصلين, لأن من فوائد الطيب أنه يفرح القلب, ويغذي الروح. 

وكم هو جميل ما صنعه أهل ذلكم المسجد باتفاقهم على مقدار معين من المال في كل شهر ينفق منه على المسجد صيانة ونظافة وتطييبا. فأخلف الله عليهم وبارك لهم.

طيب المساجد وزينة الصلاة -- الوقفة الثانية : طيب المساجد :

أخي المصلي اعلم أنه كلما شرف المكان وطاب كلما كان أولى أن يُشرف ويحترم, ولما كان الطيب والبخور من علامات الإكرام والتشريف كان حريّا أن نجدها في أماكن العبادة فهي أولى بالشذا, وأحرى بالندى, وكيف لا, والمسلم مأمور بأن يأخذ زينته عند كل مسجد (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) (الأعراف 31)

فالمساجد أماكن عامة, تؤدى فيها أعظم عبادة, فهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية, لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة.
أرأيت آكل الثوم والبصل لما آذى المصلين برائحته أمره الشارع بالخروج من المسجد تعزيراً له.

إذاً طلب الرائحة الطيبة للمسجد مطلب رفيع. وغاية مقصودة في دين الإسلام. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أمر رسول صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور, وأن تنظف وتطيب) رواه الخمسة إلا النسائي ورجا له ثقات. والدور: هي الأحياء.

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More