Video

ضع بريدك الالكتروني

مدعوم منFeedBurner

قران يتلى اناء الليل واطراف النهار

طريق التوبة في الهاتف النقال
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مكتبة طريق التوبة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مكتبة طريق التوبة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 4 يوليو 2014

خطبة الجمعة / خُلُق العفو وكظم الغيظ

خطبة الجمعة / خُلُق العفو وكظم الغيظ
 
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالعفو وكظم الغيظ فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ () وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 199، 200]. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، امتثل أمر ربه فكان حليما غفورا، لا يرد السيئة بمثلها بل يعفو ويصفح، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
عباد الله: مازلنا مع أخلاق نبينا وشمائله الطيبة المباركة، ونقف اليوم مع خلق ما أحوجنا إليه اليوم، إنه خلق كظم الغيظ والعفو عن الناس والسماح لهم فيما يرتكبوه في حقنا من أخطاء ونزوات.
روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن سفيان ابن عيينة عن أمه قال: لما أنزل الله، عز وجل، على نبيه صلى الله عليه وسلم: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا يا جبريل؟" قال: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك". وكذلك كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. فعن أنس - رضي الله عنه - ، قَالَ : كُنْتُ أمشي مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدةً ، فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ أثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مُر لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ . فَالتَفَتَ إِلَيْهِ ، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي غزة حنين أفاء الله على المسلمين مالا كثيرا، فتألف عليه السلام به بعض الأعراب حديثي العهد بالإسلام ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ؛ قَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ إِنَّ هذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ . فَقال عبد الله بن مسعود: " وَاللهِ لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هذَا فَصَبَرَ" البخاري ومسلم
عباد الله إن العفو والصفح وصيةُ الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وهي تعم جميع أمته . ولقد اقتدى الصحابة بنيهم في الأخذ. روى البخاري في باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال: « قَدِمَ عُيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر ، فنزل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس بن حصن ، وكان من النفر الذين يُدْنيهم عمر ، وكان القُرَّاءُ أصحابَ مَجْلِسِ عمر ومَشُورَتِه ، كُهُولا كانوا أو شُبَّابا. فقال عيينة لابن أخيه : يا ابنَ أخي ، هل لك وَجْه عند هذا الأمير ، فَتَسْتأْذِنَ [لي] عليه ؟ قال : سأسْتَأْذِنُ لك عليه ، قال ابن عباس :فاسْتَأْذن [ الحُرُّ] لِعُيَيْنَةَ، فلما دخل قال : هي يا ابن الخطاب (لم يخاطب بصفته أمير المؤمنين)، والله ما تُعطِينا الجَزل (أي العطاء الكثير) ، وما تَحْكُم بيْنَنَا بالعَدْلِ ، فغضب عمر حتى همَّ بأن يُوقِعَ به ، فقال الحُرُّ : يا أميرَ المؤمنين ، إِن الله تعالى قال لنبيِّه -صلى الله عليه وسلم- : {خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] ، وإن هذا من الجاهلين ، فوالله ما جاوزها عمر - رضي الله عنه - حين قرأها عليه ، وكان وقّافا عند كتاب الله تعالى ». قال ابن حجر: " ومعنى ما جاوزها ما عمل بغير ما دلت عليه بل عمل بمقتضاها ولذلك قال وكان وقافا عند كتاب الله أي يعمل بما فيه ولا يتجاوزه وفي هذا تقوية لما ذهب إليه الأكثر ان هذه الآية محكمة"
نزغات الشيطان والغضب المانع من كظم الغيظ :
مما يعين على الصفح والعفو أن يحذر المسلم من نزغات الشيطان، ولذلك قال الله عز وجل بعد الأمر بالعفو: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }، والنزغ حركة فيها فساد ، وقلَّما تستعمل إلا في فعل الشيطان. والشيطان هو الذي يزين لنا الغضب والانتصار للنفس. روي في الصحيح عن سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمد، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ. وَأَحَدَهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا، لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ. لَوْ قَالَ: أَعُوذ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم».
وروى الترمذي عن سهل بن معاذ بن أَنس الجهني : عن أبيه : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « مَن كظم غيظا - وهو يستطيع أن يُنفِّذه - دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيِّرَه من أي الحُور شاء ».
خطبة 2 :
قال الطبري بعد ايراد أقوال العلماء في قوله تعالى " خذ العفو" وقول من قال انها منسوخة بآية القتال: " الأولى بالصواب انها غير منسوخة لأن الله اتبع ذلك تعليمه نبيه محاجة المشركين ولا دلالة على النسخ فكأنها نزلت لتعريف النبي صلى الله عليه و سلم عشرة من لم يؤمر بقتاله من المشركين، أو أريد به تعليم المسلمين وأمرهم بأخذ العفو من أخلاقهم فيكون تعليما من الله لخلقه صفة عشرة بعضهم بعضا... ".
-فما أحوجنا عباد الله إلى كظم الغيظ مع زوجاتنا وأبنائنا، فبكظم الغيظ نحفظ أسرنا ونبنيها على تقوى من الله ورضوان، وبالغضب والانفعال نهدمها ونسعى في خرابها.
فقوله سبحانه " خذ العفو" أمر بأن نأخذ العفو وهو ما سهل وتيسر من أفعال الناس وأخلاقهم من غير كلفة. والمعنى أن: " نقبل من الناس في أخلاقهم وأقوالهم ومعاشرتهم ما أتى عفواً دون تكلف ، فالعفو هنا الفضل والصفو الذي تهيأ دون تحرج "، ويتأكد الأمر في حق الأبناء والزوجة أو الزوج فقد قال الله لنبيه " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين" بل الواجب أن نيسر وألا ننفر، كما قال عليه السلام: بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا" .
- وما أحوجنا إلى كظم الغيظ مع العمال أو مع من يساعدونا في العمل كالأجراء وغيرهم، روى الترمذي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : « جاء رجل إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ الله ، كم أعْفو عن الخادم؟ فَصَمَت عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : يا رسولَ الله ، كم أعْفو عن الخادم ؟ فقال : اعْف عنه كلَّ يوم سبعين مرة ». أخرجه الترمذي.
- ما أحوجنا إلى كظم الغيظ في مساجدنا، وأن نكون لينين هينين، لا نرد الإساءة بمثلها، ونقبل النصيحة من بعضنا البعض.
- ما أحوجنا إلى كظم الغيظ في طرقاتنا، فكثير ما نتعرض للاستفزاز في الطريق، فنجد مثلا من يتعدى على حقنا في الأسبقية، أو من يتجاوز في مكان يمنع فيه التجاوز... فلنكن حلماء صبورين ، ولنتذكر ما قاله عليه السلام بعدما سمعه من الأذى: "رحم الله موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر"
- ما أحوجنا لكظم الغيظ وللصبر في علاقتنا الاجتماعية خاصة مع الأقارب والعائلة. روى مسلم عن أَبي هريرة رضي الله تَعَالَى عنه: أنَّ رَجُلاً ، قَالَ : يَا رسول الله ، إنّ لي قَرَابةً أصِلُهم وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إلَيَّ ، وَأحْلُمُ عَنهم وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ! فَقَالَ : (( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكأنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ظَهيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ )) رواه مسلم . وهذا هو الصفح الجميل الذي أمر به الله عز وجل في قوله: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [ الحجر : 85 ]. ومن كان ينتظر عفو الله ومغفرته، فليعف عن خلق الله وخاصة أقاربِه: قال تَعَالَى : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ } [ النور : 22 ] . ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر الصديق ومسطح بن أثاثة ، وهو ابن خالته وكان من المهاجرين البدريين المساكين ، وكان أَبو بكر ينفق عليه لمسكنته ، فلما وقع أمر الإفك وقال فيه مسطح ما قال حلف أبو بكر ألا ينفق عليه ولا ينفعه بنافعة أبداً ، فجاءه مسطح فاعتذر وقال إنما كنت أغشى مجلس حسان فأسمع ولا أقول ، فقال له أبو بكر لقد ضحكت وشاركت فيما قيل ومر على يمينه ، فنزلت الآية، روي أن أبا بكر رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية قال إني لأحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح النفقة والإحسان الذي كان يجري عليه ، قالت عائشة وكفر عن يمينه.
الداعية الخطيب الدكتور الحسن الموس
منقول للافادة
 

الخميس، 2 يونيو 2011

نظرة إلى سورة الفاتحة

نظرة إلى سورة الفاتحة

للإنسان قوتان‏:‏ قوة علمية نظرية، وقوة عملية إرادية، وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه‏:‏ العلمية والإرادية، واستكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره، وبارئه، ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة الطريق الذي توصل إليه، ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها، فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية، وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها‏.‏
واستكمال القوة العلمية الإرادية لا تحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد والقيام بها إخلاصاً وصدقاً ونصحاً وإحساناً ومتابعة وشهوداً لمنته عليه، وتقصيره هو في أداء حقه، فهو مستحي من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه ودون ذلك، وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته فهو يهديه الصراط إما المستقيم الذي هدي إليه أولياؤه وخاصته، وأن يجنبه الخروج عن ذلك الصراط إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال، وإما قوته العملية فيوجب له الغضب‏.‏
فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور، وقد تضمنتها سورة الفاتحة و انتظمتها أكمل انتظام فإن قوله‏:‏ ‏ «‏الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين» ‏ يتضمن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله، والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي‏:‏ اسم الله والرب والرحمن‏.‏
فاسم الله متضمن الصفات الألوهية، واسم الرب متضمن لصفات الربوبية، واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر‏.‏ ومعاني أسمائه تدور على هذا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏ «‏إياك نعبد وإياك نستعين» ‏ يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه، واستعانته على عبادته‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ «‏اهدنا الصراط المستقيم» ‏ يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ «‏غير المغضوب عليهم ولا الضالين» ‏ يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطريق الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل‏.‏
فأول السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة‏.‏
وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية، وحظه منها على قدر حظه من الرحمة‏.‏ فعاد الأمر كله إلى نعمته ورحمته‏.‏ والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيته، فلا يكون إلا رحيماً منعماً وذلك من موجبات إلهيته فهو الإله الحق وإن جحده الجاحدون وعدل به المشركون‏.‏
فمن تحقق بمعاني الفاتحة علماً ومعرفة وعملاً وحالاً فقد فاز من كماله بأوفر نصيب، وصارت عبوديته عبودية الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبدين، والله المستعان‏.‏

الفوائد : الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

الخميس، 19 مايو 2011

مقتبسات من كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية : الصفات الأربعة لأهل الجنة

الصفات الأربعة لأهل الجنة

ثم أخبر عن تقريب الجنة من المتقين، وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع‏:‏
«الأولى‏‏ أن يكون أواباً أي رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ،ومن الغفلة عنه إلى ذكره‏.‏
قال عبيد بن عمير‏:‏ الأواب‏:‏ الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها، وقال مجاهد‏:‏ هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر منه‏.‏ وقال سعيد بن المسيب ‏:‏ هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب‏.‏
«الثانية‏‏ أن يكون حفيظاً‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ لما ائتمنه الله عليه وافترضه‏.‏ وقال قتادة ‏‏‏:‏ حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته‏.‏
ولما كانت النفس لها قوتان‏:‏ قوة الطلب وقوة الإمساك، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته، والحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه، فالحفيظ‏:‏ الممسك نفسه عما حرم عليه، والأواب‏:‏ المقبل على الله بطاعته‏.‏
«الثالثة‏‏ قوله‏:‏ ‏ «‏من خشي الرحمن بالغيب» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته،وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله‏.‏
«الرابعة‏‏ قوله‏:‏ ‏ «‏وجاء بقلب منيب» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق، قال ابن عباس‏:‏ راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله‏.‏ وحقيقة الإنابة‏:‏ عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه‏.‏
ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله‏:‏ ‏ «‏ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ‏.‏ لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد» ‏ ‏الآيتان‏:‏ 34، 35 من سورة ق ثم خوَّفهم بأن يصيبهم من الهلاك ما أصاب من قبلهم، وأنهم كانوا أشد منهم بطشاً، ولم يدفع عنهم الهلاكَ بطشُهم، وأنهم عند الهلاك تقلبوا وطافوا في البلاد، وهل يجدون محيصاً ومنجى من عذاب الله‏؟‏‏!‏
قال قتادة‏:‏ حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا، وقال الزجاج ‏ « ‏الزجاج هو‏:‏ إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، عالم بالنحو اللغة، ولد ومات ببغداد، توفي سنة ‏311هـ - 923م‏‏‏. » ‏ طوفوا وفتشوا فلم يروا محيصاً من الموت‏.‏
وحقيقة ذلك‏:‏ أنهم طلبوا المهرب من الموت فلم يجدوه‏.‏
ثم أخبر سبحانه أن في هذا الذي ذكر ‏ «‏لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 37 من سورة ق

ثم أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ولم يمسه من تعب ولا إعياء، تكذيباً لأعدائه من اليهود حيث قالوا‏:‏ إنه استراح في اليوم السابع‏.‏
ثم أمر نبيه بالتأسي به سبحانه في الصبر على ما يقول أعداؤه فيه كما أنه سبحانه صبر على قول اليهود‏:‏ أنه استراح، ولا أحد أصبر على أذى يسمعه منه، ثم أمره بما يستعين به على الصبر، وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وبالليل وأدبار السجود، فقيل‏:‏ هو الوتر، وقيل‏:‏ الركعتان بعد المغرب، والأول‏:‏ قول ابن عباس، وعن ابن عباس رواية ثالثة‏:‏ أنه التسبيح باللسان أدبار الصلوات المكتوبات‏.‏
ثم ختم السورة بذكر المعاد ونداء المنادي برجوع الأرواح إلى أجسادها للحشر، وأخبر أن هذا النداء من مكان قريب يسمعه كل أحد‏:‏ ‏ «‏يوم يسمعون الصيحة بالحق» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 42 من سورة ق، بالبعث ولقاء الله، يوم تشقق الأرض عنهم كما تشقق عن النبات فيخرجون سراعاً من غير مهلة ولا بطء، ذلك حشر يسير عليه سبحانه‏.‏
ثم أخبر سبحانه أنه عالم بما يقول أعداؤه، وذلك يتضمن مجازاته لهم بقولهم إذ لم يخف عليه‏.‏
وهو سبحانه يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجزاء، ثم أخبره أنه ليس بمسلط عليهم ولا قهار، ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه، وأمره أن يذكر بكلامه من يخاف وعيده، فهو الذي ينتفع بالتذكير، وأما من لا يؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده ولا يرجو ثوابه فلا ينتفع بالتذكير‏.‏


الفوائد الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

الثلاثاء، 17 مايو 2011

الفوائد لابن القيم - لا بد من الابتلاء

لا بد من الابتلاء

وقد يجوز في بعض الأمور إظهار الموافقة وإبطان المخالفة كالمكره على الكفر كما هو مبسوط في غير هذا الموضع ، إذ المقصود هنا ‏:‏ أنه لا بد من الابتلاء بما يؤذي الناس ، فلا خلاص لأحد مما يؤذيه ألبتة ؛ ولهذا ذكر الله تعالى في غير موضع أنه لا بد أن يبتلي الناس ، والابتلاء يكون بالسراء والضراء ، ولا بد أن يبتلي الإنسان بما يسره وما يسوءه ، فهو محتاج إلى أن يكون صابراً شكوراً ، قال تعالى ‏:‏ ‏ «‏إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ‏» ‏ ‏سورة الكهف ‏:‏ الآية 7‏‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ‏» ‏ ‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ‏» ‏ طه ‏:‏ 123-124، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين» ‏آل عمران ‏:‏ 142‏.

هذا في آل عمران ‏.‏ وقد قال قبل ذلك في البقرة _ فإن البقرة نزلت أكثرها قبل آل عمران _‏:‏ ‏ «‏أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب‏» ‏ سورة البقرة ‏:‏ الآية 214، وذلك أن النفس لا تزكو وتصلح حتى تمحص بالبلاء ، كالذهب الذي لا يخلص جيده من رديئه حتى يفتن في كبير الامتحان إذا كانت النفس ظالمة وهي منشأ شر يحصل للعبد ، فلا يحصل له شر إلا منها ، قال تعالى‏:‏ ‏ «‏ وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك‏» ‏ النساء ‏:‏ 79‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ‏» ‏ ‏آل عمران ‏:‏ 165‏، وقال ‏:‏ ‏ «‏ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ‏» ‏ الشورى ‏:‏ 30‏‏ ، وقال ‏:‏ ‏ «‏ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏» ‏ ‏الأنفال ‏:‏ 53 ‏‏، ‏ «‏ وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ‏» ‏ الرعد ‏:‏ 11‏‏ ‏.‏

وقد ذكر عقوبات الأمم من آدم إلى آخر وقت ، وفي كل ذلك يقول إنهم ظلموا أنفسهم فهم الظالمون لا المظلومون ، وأول من اعترف بذلك أبواهم ، ‏ «‏قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ‏» ‏ ‏سورة الأعراف ‏:‏ الآية 23‏‏وقال لإبليس ‏:‏‏ « لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ‏» ‏ ، وإبليس إنما اتبعه الغواة منهم كما قال ‏:‏ ‏ «‏ فبما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ‏» ‏ ، وقال تعالى ‏ «‏ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ‏» ‏ ، والغي إتباع هوى النفس ، وما زال السلف معترفين بذلك كقول أبي بكر وعمر وابن مسعود ‏:‏ أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه ‏.‏
وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الذي يرويه الرسول عن ربه عز وجل‏:‏ ‏ «‏ يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ‏» ‏ ‏‏

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

الخميس، 17 فبراير 2011

سلسلة بصائر القرآن فريد الانصاري رحمه الله - الجزء الثاني

سلسلة بصائر القرآن (الجزء الثاني) فريد الانصاري رحمه الله


للحفظ اضغط على الرابط بيمين الفأرة واختر
حفظ الهدف باسم  أو  Save target as
enregistrer la cible du lien sous 
 





الاثنين، 24 يناير 2011

سلسلة أصول الذكر للدكتور فريد الانصاري رحمه الله

الأربعاء، 19 يناير 2011

رياض الصالحين - لامام النووي

رياض الصالحين PDF - للإمام النووي - تحميل مباشر - شروح و تحقيقات - موضوع شامل

 

رياض الصالحين
من كلام سيد المرسلين
تأليف : الإمام محيي الدين أبي زكريا يحي بن شرف النووي الدمشقي 676 هـ

نبذة مختصرة عن الكتاب :
من الكتب المهمة والأكثر انتشار في العالم
جمع فيه المؤلف رحمه الله أحاديث في الترغيب والترهيب والزهد والراقائق والآداب .
ويعتبر من أحد الكتب القيمة التي تصلح كمنهج عملي لتربية المسلم بترغيبه في أبواب الخير وتحذيره من أبواب الشر، وقد اعتمد فيه الإمام النووي على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والكتاب يجمع بين دفتيه ما يقرب من ألفي حديث شريف



ثانيا :
تحميل ( مباشر  ) للكتاب محققا
( اختر ما يناسبك )
رياض الصالحين - تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني - نسخة مصورة PDF |  المقدمة
رياض الصالحين - تحقيق : عبد العزيز رباح - أحمد يوسف الدقاق، وراجعه: شعيب الأرناؤوط - PDF | المقدمة 
رياض الصالحين - تحقيق : عبد الله بن عبد المحسن التركي - نسخة مصورة PDF | رابط بديل
رياض الصالحين - تحقيق : ماهر بن ياسين الفحل - نسخة مصورة PDF | رابط بديل
رياض الصالحين - تحقيق : ماهر بن ياسين الفحل - ملف وورد DOC | رابط بديل
رياض الصالحين - تحقيق : عصام موسى هادي - نسخة مصورة PDF
رياض الصالحين - تحقيق : علي حسن عبد الحميد الحلبي - نسخة مصورة PDF



خامسا :
روابط لتحميل قراءة متن كتاب رياض الصالحين
( اختر ما يناسبك )
قراءة لكتاب رياض الصالحين للشيخ : أحمد بن عبد العزيز القطان - MP3
رابط بديل 1

 المصدر : روائع الدعوية

الأربعاء، 12 يناير 2011

كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى

السيرة النبوية

كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة القاضي عياض
اللهم صل على محمد وآله وسلم
قال الفقيه القاضي الإمام الحافظ أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي رحمة الله عليه - : الحمد لله المنفرد باسمه الأسمى ، المختص بالملك الأعز الأحمى ، الذي ليس دونه منتهى ، ولا وراءه مرمى ، الظاهر لا تخيلا ووهما ، الباطن تقدسا لا عدما ، وسع كل شيء رحمة وعلما ، وأسبغ على أوليائه نعما عما ، وبعث فيهم رسولا من أنفسهم عربا وعجما ، وأزكاهم محتدا ومنمى ، وأرجحهم عقلا وحلما ، وأوفرهم علما وفهما ، وأقواهم يقينا وعزما ، وأشدهم بهم رأفة ورحما ، زكاه روحا وجسما ، وحاشاه عيبا ووصما ، وآتاه حكمة وحكما ، وفتح به أعينا عميا ، وقلوبا غلفا ، وآذانا صما ، فآمن به وعزره ، ونصره من جعل الله له في مغنم السعادة قسما ، وكذب به وصدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتما ، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى

الأحد، 18 يوليو 2010

القرأن الكريم كاملا :- - بصوت الشيخ : عادل الكلباني





القرأن الكريم كاملا :-
- بصوت الشيخ : عادل الكلباني
MP3









اولا: المصحف كاملا علي رابط واحد بحجم 630 ميجا :-


megaupload

http://takemyfile.com/747406


przeklej

http://takemyfile.com/747408


sharingmatrix

http://takemyfile.com/747409


uloz

http://takemyfile.com/747410


x7

http://takemyfile.com/747412





ثانيا: المصحف كاملا بتقسيمة 200 ميجا للرابط الواحد :-

الأربعاء، 5 مايو 2010

كتاب :150 طريقة ليصل برك بأمك

كتاب :150 طريقة ليصل برك بأمك 

 رابط تحميل الكتاب

 http://www.4shared.com/file/244512395/ee5c2368/150.html

 

لا تنسونا من صالح دعائكم 

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More