Video

ضع بريدك الالكتروني

مدعوم منFeedBurner

قران يتلى اناء الليل واطراف النهار

طريق التوبة في الهاتف النقال
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدروس والخطب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدروس والخطب. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 4 يوليو 2014

خطبة الجمعة / خُلُق العفو وكظم الغيظ

خطبة الجمعة / خُلُق العفو وكظم الغيظ
 
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالعفو وكظم الغيظ فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ () وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 199، 200]. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، امتثل أمر ربه فكان حليما غفورا، لا يرد السيئة بمثلها بل يعفو ويصفح، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
عباد الله: مازلنا مع أخلاق نبينا وشمائله الطيبة المباركة، ونقف اليوم مع خلق ما أحوجنا إليه اليوم، إنه خلق كظم الغيظ والعفو عن الناس والسماح لهم فيما يرتكبوه في حقنا من أخطاء ونزوات.
روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن سفيان ابن عيينة عن أمه قال: لما أنزل الله، عز وجل، على نبيه صلى الله عليه وسلم: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا يا جبريل؟" قال: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك". وكذلك كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. فعن أنس - رضي الله عنه - ، قَالَ : كُنْتُ أمشي مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدةً ، فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ أثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مُر لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ . فَالتَفَتَ إِلَيْهِ ، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي غزة حنين أفاء الله على المسلمين مالا كثيرا، فتألف عليه السلام به بعض الأعراب حديثي العهد بالإسلام ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ؛ قَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ إِنَّ هذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ . فَقال عبد الله بن مسعود: " وَاللهِ لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هذَا فَصَبَرَ" البخاري ومسلم
عباد الله إن العفو والصفح وصيةُ الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وهي تعم جميع أمته . ولقد اقتدى الصحابة بنيهم في الأخذ. روى البخاري في باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال: « قَدِمَ عُيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر ، فنزل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس بن حصن ، وكان من النفر الذين يُدْنيهم عمر ، وكان القُرَّاءُ أصحابَ مَجْلِسِ عمر ومَشُورَتِه ، كُهُولا كانوا أو شُبَّابا. فقال عيينة لابن أخيه : يا ابنَ أخي ، هل لك وَجْه عند هذا الأمير ، فَتَسْتأْذِنَ [لي] عليه ؟ قال : سأسْتَأْذِنُ لك عليه ، قال ابن عباس :فاسْتَأْذن [ الحُرُّ] لِعُيَيْنَةَ، فلما دخل قال : هي يا ابن الخطاب (لم يخاطب بصفته أمير المؤمنين)، والله ما تُعطِينا الجَزل (أي العطاء الكثير) ، وما تَحْكُم بيْنَنَا بالعَدْلِ ، فغضب عمر حتى همَّ بأن يُوقِعَ به ، فقال الحُرُّ : يا أميرَ المؤمنين ، إِن الله تعالى قال لنبيِّه -صلى الله عليه وسلم- : {خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] ، وإن هذا من الجاهلين ، فوالله ما جاوزها عمر - رضي الله عنه - حين قرأها عليه ، وكان وقّافا عند كتاب الله تعالى ». قال ابن حجر: " ومعنى ما جاوزها ما عمل بغير ما دلت عليه بل عمل بمقتضاها ولذلك قال وكان وقافا عند كتاب الله أي يعمل بما فيه ولا يتجاوزه وفي هذا تقوية لما ذهب إليه الأكثر ان هذه الآية محكمة"
نزغات الشيطان والغضب المانع من كظم الغيظ :
مما يعين على الصفح والعفو أن يحذر المسلم من نزغات الشيطان، ولذلك قال الله عز وجل بعد الأمر بالعفو: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }، والنزغ حركة فيها فساد ، وقلَّما تستعمل إلا في فعل الشيطان. والشيطان هو الذي يزين لنا الغضب والانتصار للنفس. روي في الصحيح عن سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمد، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ. وَأَحَدَهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا، لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ. لَوْ قَالَ: أَعُوذ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم».
وروى الترمذي عن سهل بن معاذ بن أَنس الجهني : عن أبيه : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « مَن كظم غيظا - وهو يستطيع أن يُنفِّذه - دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيِّرَه من أي الحُور شاء ».
خطبة 2 :
قال الطبري بعد ايراد أقوال العلماء في قوله تعالى " خذ العفو" وقول من قال انها منسوخة بآية القتال: " الأولى بالصواب انها غير منسوخة لأن الله اتبع ذلك تعليمه نبيه محاجة المشركين ولا دلالة على النسخ فكأنها نزلت لتعريف النبي صلى الله عليه و سلم عشرة من لم يؤمر بقتاله من المشركين، أو أريد به تعليم المسلمين وأمرهم بأخذ العفو من أخلاقهم فيكون تعليما من الله لخلقه صفة عشرة بعضهم بعضا... ".
-فما أحوجنا عباد الله إلى كظم الغيظ مع زوجاتنا وأبنائنا، فبكظم الغيظ نحفظ أسرنا ونبنيها على تقوى من الله ورضوان، وبالغضب والانفعال نهدمها ونسعى في خرابها.
فقوله سبحانه " خذ العفو" أمر بأن نأخذ العفو وهو ما سهل وتيسر من أفعال الناس وأخلاقهم من غير كلفة. والمعنى أن: " نقبل من الناس في أخلاقهم وأقوالهم ومعاشرتهم ما أتى عفواً دون تكلف ، فالعفو هنا الفضل والصفو الذي تهيأ دون تحرج "، ويتأكد الأمر في حق الأبناء والزوجة أو الزوج فقد قال الله لنبيه " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين" بل الواجب أن نيسر وألا ننفر، كما قال عليه السلام: بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا" .
- وما أحوجنا إلى كظم الغيظ مع العمال أو مع من يساعدونا في العمل كالأجراء وغيرهم، روى الترمذي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : « جاء رجل إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ الله ، كم أعْفو عن الخادم؟ فَصَمَت عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : يا رسولَ الله ، كم أعْفو عن الخادم ؟ فقال : اعْف عنه كلَّ يوم سبعين مرة ». أخرجه الترمذي.
- ما أحوجنا إلى كظم الغيظ في مساجدنا، وأن نكون لينين هينين، لا نرد الإساءة بمثلها، ونقبل النصيحة من بعضنا البعض.
- ما أحوجنا إلى كظم الغيظ في طرقاتنا، فكثير ما نتعرض للاستفزاز في الطريق، فنجد مثلا من يتعدى على حقنا في الأسبقية، أو من يتجاوز في مكان يمنع فيه التجاوز... فلنكن حلماء صبورين ، ولنتذكر ما قاله عليه السلام بعدما سمعه من الأذى: "رحم الله موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر"
- ما أحوجنا لكظم الغيظ وللصبر في علاقتنا الاجتماعية خاصة مع الأقارب والعائلة. روى مسلم عن أَبي هريرة رضي الله تَعَالَى عنه: أنَّ رَجُلاً ، قَالَ : يَا رسول الله ، إنّ لي قَرَابةً أصِلُهم وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إلَيَّ ، وَأحْلُمُ عَنهم وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ! فَقَالَ : (( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكأنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ظَهيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ )) رواه مسلم . وهذا هو الصفح الجميل الذي أمر به الله عز وجل في قوله: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [ الحجر : 85 ]. ومن كان ينتظر عفو الله ومغفرته، فليعف عن خلق الله وخاصة أقاربِه: قال تَعَالَى : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ } [ النور : 22 ] . ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر الصديق ومسطح بن أثاثة ، وهو ابن خالته وكان من المهاجرين البدريين المساكين ، وكان أَبو بكر ينفق عليه لمسكنته ، فلما وقع أمر الإفك وقال فيه مسطح ما قال حلف أبو بكر ألا ينفق عليه ولا ينفعه بنافعة أبداً ، فجاءه مسطح فاعتذر وقال إنما كنت أغشى مجلس حسان فأسمع ولا أقول ، فقال له أبو بكر لقد ضحكت وشاركت فيما قيل ومر على يمينه ، فنزلت الآية، روي أن أبا بكر رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية قال إني لأحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح النفقة والإحسان الذي كان يجري عليه ، قالت عائشة وكفر عن يمينه.
الداعية الخطيب الدكتور الحسن الموس
منقول للافادة
 

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

قوله: (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) هذا دعاء من العبد أن الله يعينه على ثلاثة أشياء:
الذكر،
والشكر،
وحسن العبادة،

لأن المؤمن لابد أن يجمع في عبادته: بين الذل لله عز وجل، والافتقار إليه، وعبوديته [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ] (الفاتحة)

وأظن أننا لسنا في المرتبة الأولى في هذا المقام، لأن الناس في هذا المقام أربعة أقسام:
منهم من: يعبد الله ويستعينه.
ومنهم من: لا يعبد الله ولا يستعينه.
ومنهم من: يغلب جانب الاستعانة.
ومنهم من: يغلب جانب العبادة.
وأعلى المراتب: الأولى، أن تجمع بين العبادة والاستعانة. ولننظر في حالنا الآن - وأنا أتكلم عن حالي -
دائما نغلب جانب العبادة، فتجد الإنسان يتوضأ
وليس في نفسه شعور أن يستعين الله على وضوئه، ويصلي وليس في نفسه شعور أن يستعين
الله على الصلاة وأنه إن لم يعنه ما صلى.

وقلنا: الناس ينقسمون أربعة أقسام، لكن الحقيقة أننا في غفلة عن هذا، مع أن الاستعانة نفسها عبادة، فإذا صليت - مثلاً - وشعرت أنك تصلي لكن بمعونة الله وأنه لولا معونة الله ما صليت، وأنك مفتقر إلى الله أن يعينك حتى تصلي وتتم الصلاة، حَصَّلْتَ عبادتين:
الصلاة والاستعانة.

فأكثر عباد الله - فيما أظن الآن، والعلم عند الله - أنهم يغلبون جانب العبادة، فتراهم  يغلبون جانب العبادة، ويستعينون بالله في الشدائد، فحينئذ يقول أحدهم: اللهم أعني، افلامعالم حواءانجليزى لكن في حال الرخاء تكون الاستعانة بالله قليلة من أكثر الناس. كما أن بعض الناس تجد عندهم تهاوناً في العبادات لكن عندهم استعانة بالله، كل أمورهم يقولون: إن لم يُعِنَّا الله ما نفعل شيئًا، حتى شراك نعالهم ما يصلحه إلا مستعينًا بالله، هذا حسن من وجه لكنه ضعيف من وجه آخر. ومن الناس من يعبد الله ويستعينه، يجمع بين الأمرين ويعلم أنه عابد لله متوكل عليه، ولهذا دائمًا يقرن الله تعالى بين العبادة والتوكل، والتوكل هو: الاستعانة [ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ] (هود: 123) ،
[ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ] ( الفاتحة ). ومن الناس من لا يعبد الله ولا يستعينه - والعياذ بالله - وهؤلاء الملحــدون، فهؤلاء لا يستعينون الله ولا يعبدون الله.

=====

فضيلة الشيخ العلامة
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
شرح الأصول من علم الأصول
ص 119

الأحد، 9 يونيو 2013

''استقبال رمضان" فريد الأنصاري رحمه الله

''استقبال رمضان"  فريد الأنصاري  رحمه الله



الجمعة، 12 أبريل 2013

العمل بالقرآن

 
الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى المختص بالملك الأعز الأحمى الذي ليس دونه منتهى ولا وراءه
مرمى، الظاهر لا تخيلا و وهمى، الباطن تقدسا لا عدمى وسع كل شيء رحمة و علما، و أسبغ على أوليائه نعما عمى، و بعث فيهم رسولا من أَنْفُسِهِم أَنْفَسَهُم عربا و عجما، زكاه ربي محتدا و منمى، و حاشاه عيبا ووصما، و صلى عليه صلاة تنموا و تنمى، و على آله وسلم تسليما.
 أمة  الإسلام القول قولان، قول حق و قول غير حق، و القول الحق منه تحقيقه و معه تصديقه و ميزان ذلك العقل الذي هو مناط التكليف و لكن العقول في جوهرها متفاضلة،
وسمة العقل الصالح أن يعرض ما يسمح لمخيلته من مسالك الإعتقاد على عاقلته، ليأمن آفة التجاوزات، فمتى روعي هذا المعنى سهل المأخد في توفية حظوظ المتقابلات,و لزم منه الصواب في التأتي، و هذا كما تعلمون مجاز آمن و نقيضه تأرض آثم، و القول الحق لا يكون مصدره إلا من الحق سبحانه و تعالى وهو منزل الكتاب، و نتائج القول بعد الفحص و النظر أن الإيمان بضرورة القرآن  وضرورة العلم بالقرآن، عقد صادق، حيزه القوة العاقلة لا المتخيلة، و تطلب الكمال  في هذا لازم سلامة الفطرة و لا كمال العلم بالقرآن إلا في كمال العمل به ، ذلكم لأن العمل تمام العلم وليس يشك أن نسبة العلم إلى العمل مضاهية لنسبة العلة إلى المعلول، أو لنسبة البدء إلى التمام، فالشيء متى فسدة علته واختل بدأه فليس الصلاح بلاحقه و لا متبنيه إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ماهو ببالغه.
   أمة الإسلام ثم إنه لا يكمل هذا العلم بالقرآن كما أسلفنا إلا في كمال العمل به، إذ لو وجدت، و لو وجدت طبائع البشر مقصورة على تحصيل العلم دون تحقيق العمل، لكانت القوة العملية إما فضلا زائدا و إما تبعا عارضا و لو أنها كانت كذلك لما كان عدمها ليخل عمارة البلاد و سياسة العباد.
   عباد الله ثم إنه لا يكمل العمل بالقرآن إلا في كمال و استكمال المراد لنا من السبعة الأحرف، و استظهار ما في اختلافها من التنوع و التضايف ، ليكمل النظر إلى القرآن من أوجهه المرادة و أحرفه المنقادة، ذلكم لأن الناظر إلى القرآن من وجه واحد نازل عن رتبة التمام و واقع دون معارج التمهير و الكمال، و التمهير مقام أيده و عينه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم لمن استوفى شرطه، فقال " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة" (رواه مسلم) .
   جعلني الله وإياكم من الماهرين بالقرآن، قراءة أداءا فهما و عملا، و نحن جدراء بأن نسأل واهب العقل سبحانه و تعالى أن يرشدنا إلى الفضل لنلحظ الحق على حق، قلت ما سمعتم وأستقيل الله العثرة وأستغفره و أتوب إليه، فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي رحيم غفوررحيم ودود.
   إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله  فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، أرسله الله  بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا.
   عباد الله خدمة القرآن العظيم من مختلف أنماط آدائه  قراءة و دلالة، مجامع ما سعدت به أطوار الأمة، والتخلي عن هذا الباب هجر للقرآن، و الهجر عباد الله استدلال برهاني على انعدام الحظ من الحكمة.
 فإن يمسي مهجور الفناء فربما    أم به بعد الوفود وفود.
   فمن أقبل على كلام الله أقبل الله عليه و من تولى عنه تولى الله عنه و نعود بالله من هذه المرتبة.
   عباد الله إن سلطان البلاد أمير المؤمنين سادس المحمدين حفظه الله و أيده خدم القرآن خدمة من وجهته الحقة، خدمه قراءة و رسما، تحقيقا لا تعليقا،  دلالة ووسمى، فنسأل الله تعالى و نحن نشهده سبحانه و تعالى أنه لم يآني في الإصلاح و يتأنى في امتياح، فنسأل الله تعالى أن يرزقه طاعته وأن يرزقنا طاعته، فطاعته واجبة، وإجابته لازمة، وإسعافه فريضة، ومصافحته تدينا إقبالا و إجمالا، و مخافته زندقة و تخلف و انحلال، هيع الله طريقه، وقوى على النصح و الصلاح بطانته وفريقه، ثم إنه لا يفوتني أن أذكر  بأن والدة أمير المؤمنين حفظهما الله تعالى، قد أخدت على نفسها تعمير بيوت الله بالإصلاح و التشييد، و التنظيف و التمديد و التسديد، فنسأل الله أن يتقبل منها عملها و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن يصبغ عليها نعمه ظاهرة و باطنة و كل من أعانها على ذلك بقول أو فعل أو تقري، و كل من عمر بيوت الله بتنظيف أو ذكر أو صلاة أو حراسة، أيدكم الله جميعا و نفعني و إياكم بالذكر الحكيم.
   عباد الله إن الله تعالى أمر بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكة قدسه فقال ولم يزل قائلا عليما "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "(سورة الأحزاب – الآية 56)، اللهم صلاتك و سلامك دائمين دوام الفرقتين و ما طلعت شمس في الخافقين، على الذي أهدى إلينا الإستبصار مفروغا منه و لم يحوجنا إلى البحث بالمقاييس عنه ، سليل أكرم نبعة، و قريع أشرف بقعة، سيدنا محمد النبي الرسول الصفي و على آله و صحبه و خلفائه وتبعه على ممر الحقب، و على سائر أنبيائك و رسلك، إتباع لأمر نبيك صلى الله عليه و سلم حيث قال"صلوا على أنبياء الله و رسله فإن الله بعثهم كما بعثني"( لبيهقي).
   عباد الله استنجحوا ربكم واطلبوا إليه و استمنحوه فإن لا يستنفده سائل و لا يستنقصه نائل، اللهم اقصم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
   اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا، و اجعلها الوارث منا، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا، و انصرنا على من عادانا، و لا تجعل مصيبتنا في ديننا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا، و لا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، ولا إلى النار مصيرنا.
   اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك فينا و لا يرحمنا، اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار، يقومون الليل و يصومون النهار، ليسوا بآثمة و لا فجار، اللهم إنا نعوذ بك أن نفتقر في غناك أو نضل في هداك أو نُظام في سلطانك، او أن نظطهد في الأمر إليك، اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات، يارب العالمين اغفر لنا ما وأينا من أنفسنا ولم تجد له و فاء عندنا، اللهم اغفر لنا رمزات الألحاظ و همزات الألفاظ و هفوات اللسانبرحمتك يا أرحم الراحمين.
   عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان, و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم ، و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


تفريغ خطبة الجمعة للشيخ النابلسي من مسجد أمة الله بمراكش
من موقع الكراسي العلمية

السبت، 21 مايو 2011

الاستجابة لله ولرسوله الامازيغية تشلحيت ابوهاجر

الاستجابة لله ولرسوله   الامازيغية  تشلحيت ابوهاجر



الخميس، 19 مايو 2011

مقتبسات من كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية : الصفات الأربعة لأهل الجنة

الصفات الأربعة لأهل الجنة

ثم أخبر عن تقريب الجنة من المتقين، وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع‏:‏
«الأولى‏‏ أن يكون أواباً أي رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ،ومن الغفلة عنه إلى ذكره‏.‏
قال عبيد بن عمير‏:‏ الأواب‏:‏ الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها، وقال مجاهد‏:‏ هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر منه‏.‏ وقال سعيد بن المسيب ‏:‏ هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب‏.‏
«الثانية‏‏ أن يكون حفيظاً‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ لما ائتمنه الله عليه وافترضه‏.‏ وقال قتادة ‏‏‏:‏ حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته‏.‏
ولما كانت النفس لها قوتان‏:‏ قوة الطلب وقوة الإمساك، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته، والحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه، فالحفيظ‏:‏ الممسك نفسه عما حرم عليه، والأواب‏:‏ المقبل على الله بطاعته‏.‏
«الثالثة‏‏ قوله‏:‏ ‏ «‏من خشي الرحمن بالغيب» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته،وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله‏.‏
«الرابعة‏‏ قوله‏:‏ ‏ «‏وجاء بقلب منيب» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق، قال ابن عباس‏:‏ راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله‏.‏ وحقيقة الإنابة‏:‏ عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه‏.‏
ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله‏:‏ ‏ «‏ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ‏.‏ لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد» ‏ ‏الآيتان‏:‏ 34، 35 من سورة ق ثم خوَّفهم بأن يصيبهم من الهلاك ما أصاب من قبلهم، وأنهم كانوا أشد منهم بطشاً، ولم يدفع عنهم الهلاكَ بطشُهم، وأنهم عند الهلاك تقلبوا وطافوا في البلاد، وهل يجدون محيصاً ومنجى من عذاب الله‏؟‏‏!‏
قال قتادة‏:‏ حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا، وقال الزجاج ‏ « ‏الزجاج هو‏:‏ إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، عالم بالنحو اللغة، ولد ومات ببغداد، توفي سنة ‏311هـ - 923م‏‏‏. » ‏ طوفوا وفتشوا فلم يروا محيصاً من الموت‏.‏
وحقيقة ذلك‏:‏ أنهم طلبوا المهرب من الموت فلم يجدوه‏.‏
ثم أخبر سبحانه أن في هذا الذي ذكر ‏ «‏لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 37 من سورة ق

ثم أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ولم يمسه من تعب ولا إعياء، تكذيباً لأعدائه من اليهود حيث قالوا‏:‏ إنه استراح في اليوم السابع‏.‏
ثم أمر نبيه بالتأسي به سبحانه في الصبر على ما يقول أعداؤه فيه كما أنه سبحانه صبر على قول اليهود‏:‏ أنه استراح، ولا أحد أصبر على أذى يسمعه منه، ثم أمره بما يستعين به على الصبر، وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وبالليل وأدبار السجود، فقيل‏:‏ هو الوتر، وقيل‏:‏ الركعتان بعد المغرب، والأول‏:‏ قول ابن عباس، وعن ابن عباس رواية ثالثة‏:‏ أنه التسبيح باللسان أدبار الصلوات المكتوبات‏.‏
ثم ختم السورة بذكر المعاد ونداء المنادي برجوع الأرواح إلى أجسادها للحشر، وأخبر أن هذا النداء من مكان قريب يسمعه كل أحد‏:‏ ‏ «‏يوم يسمعون الصيحة بالحق» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 42 من سورة ق، بالبعث ولقاء الله، يوم تشقق الأرض عنهم كما تشقق عن النبات فيخرجون سراعاً من غير مهلة ولا بطء، ذلك حشر يسير عليه سبحانه‏.‏
ثم أخبر سبحانه أنه عالم بما يقول أعداؤه، وذلك يتضمن مجازاته لهم بقولهم إذ لم يخف عليه‏.‏
وهو سبحانه يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجزاء، ثم أخبره أنه ليس بمسلط عليهم ولا قهار، ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه، وأمره أن يذكر بكلامه من يخاف وعيده، فهو الذي ينتفع بالتذكير، وأما من لا يؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده ولا يرجو ثوابه فلا ينتفع بالتذكير‏.‏


الفوائد الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

الأربعاء، 2 مارس 2011

الأخوة فى الله

الأخوة فى الله محمد حسان
ملخص الخطبة
1- حقيقة الأخوة في الله 2- حقوق الأخوة 3- الطريق إلى الأخوة
الخطبة الأولى
 
أحبتى فى الله
إننا اليوم على موعد مع موضوع من الأهمية القصوى بمكان وهو بعنوان ((الأخوة فى الله)) وكما تعودنا دائماً سوف ينتظم حديثنـا مع حضراتكم تحت هذا العنوان الرقيق فى العناصر التالية:-
     أولاً: حقيقة الأخوة فى الله.
     ثانياً: حقوق الأخوة.
     ثالثاً: الطريق إلى الأخوة.
فاسمحوا لى أن أقول: أعرونى القلوب والأسماع والوجـدان، والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القـول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم ألوا الألباب.
أولاً: حقيقة الأخوة.
     أحبتى فى الله: لقد أصبحت الأمـة اليوم كما تعلمون غثاء كغثاء السيل، لقد تمـزق شملها وتشتت صفها، وطمع فى الأمـة الضعيف قبل القوى، والذليل قبل العزيز، والقاصى قبل الدانى، وأصبحت الأمة قصعة مستباحة كما ترون لأحقر وأخزى وأذل أمم الأرض من إخـوان القردة والخنازير، والسبب الرئيس أن العالم الآن لا يحترم إلا الأقوياء ،والأمة أصبحت ضعيفة، لأن الفرقة قرينة للضعف، والخذلان، والضياع، والقوة ثمرة طيبة من ثمار الألفة والوحدة والمحبة، فما ضعفت الأمة بهذه الصورة المهينة المخزية إلا يوم أن غاب عنها أصل وحدتها وقوتها ألا وهو ((الأخوة فى الله))  بالمعنى الذى جاء به رسول الله فمحال محال أن تتحقق الأخوة بمعناها الحقيقى إلا على عقيدة التوحيد بصفائها وشمولها وكمالها، كما حولت هذه الأخوة الجماعة المسلمة الأولى من رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم، يوم أن تحولت هذه الأخوة التى بنيت على العقيدة بشمولها وكمالها إلى واقع عملى ومنهج حياة، تجلى هذا الواقـع المشرق المضىء المنير يوم أن آخى النبى ابتداءً بين الموحدين فى مكة، على الرغم من اختـلاف ألوانهم وأشكالهم، وألسنتهم وأوطانهـم، آخى بين حمـزة القرشى وسلمان الفارسى وبلال الحبشى وصهيب الرومى وأبى ذر الغفاري، وراح هؤلاء القوم يهتفون بهذه الأنشودة العذبة الحلوة. 

الاثنين، 24 يناير 2011

سلسلة أصول الذكر للدكتور فريد الانصاري رحمه الله

الأحد، 28 نوفمبر 2010

خطبة عرفة لعام 1431

خطبة عرفة لعام 1431 - للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -

 



خطبة يوم عرفة
لسماحة الوالد للشيخ : عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
المفتي العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

نبذة مختصرة :
خطبة عرفة من مسجد نمرة لعام 1431هـ

والتي كانت يوم الاثنين بتاريخ 9/ذي الحجة/1431هـ الموافق 15/نوفمبر/2010م

السبت، 20 نوفمبر 2010

العجب : أسبابه - مظاهره - علاجه


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد .. 
فإن العُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم .
حدُّ العُجب
والعجب هو الزهو بالنفس ، واستعظام الأعمال والركون إليها ، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى .
مساوئ العُجب
من مساوئ العجب أنه يحبط الأعمال الصالحة ، ويخفي المحاسن ، ويكسب المذام .

قال الماوردي : (( وأما الإعجاب فيخفي المحاسن ، ويظهر المساوئ ، ويكسب المذام ، ويصد عن الفضائل .. وليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حد ، ولا إلى ما ينتهي إليه العجب من الجهل غاية ، حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر ، ويسلب من الفضائل ما اشتهر ، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة ، وبمذمة تهدم كل فضيلة ، مع ما يثيره من حنق ، ويكسبه من حقد )) .
حكم العُجب
العجب محرم ؛ لأنه نوع من الشرك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب ، فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، العجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } والمعجب لا يحقق قوله :{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب )).

الخميس، 18 نوفمبر 2010

عيد الأضحى حكم وأحكام :: محمد العريفي




عيد الأضحى حكم وأحكام :: محمد العريفي
 





الاثنين، 8 نوفمبر 2010

شرح حديث "انما الأعمال بالنيات " لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

الحديث الأول
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ  يَقُولُ: " إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ". رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغِيرَة بن بَرْدِزبَه الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ [رقم:1]، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الْحَجَّاج بن مُسْلِم الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ [رقم:1907] رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي "صَحِيحَيْهِمَا" اللذِينِ هُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ.
الشرح :
الحديث الأول :
أولها وأعظهما نفعاً من جهة المعني هذا الحديث " الأعمال بالنيات" حديث عمر بن الخطاب الفاروق رضى الله عنه الخليفة الراشد الثاني ، ثاني الخلفاء ، المتوفى سنة 23 من الهجرة شهيداً رضى الله عنه وهو أفضل الصحابة بعد الصديق .
يقول: "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " هذا حديث عظيم ، قال بعض أهل العلم : إنه نصف الدين ، لأن الشرع نصفان :
- نصف يتعلق بالقلوب .
- نصف يتعلق بالظاهر.
وهذا يتعلق بالقلوب ، والشراع الأخرى تتعلق بالظاهر الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك مما يتعلق بالظاهر ، مع ما في القلوب ، فهذا يتعلق بالقلوب وأنه هو الأساس ، ما فى القلب هو الأساس ، لو صلى وهو لم ينوى الصلاة أو صام ما نوى الصيام أو زكى ما نوى الزكاة أو حج ولا نوى الحج فعل أعماله من غير نية وغير ذلك ، لا تصير عبادة ، لابد من النية .
" إنما الأعمال بالنيات " هذا حصر ، وله شواهد ، وهو حديث فرد لكن له شواهد.
مثل : حديث " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " فذكر النية .
ومثل : قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم "
أدلة كثيرة تدل إلى عظم شأن القلب وما يتعلق بالقلب ، لكن هذا الحديث خص بهذا .
" إنما الأعمال بالنيات " يعني صحة وفساداً وقبولاً ورداً ، وعظم الثواب وقلة الثواب حسب ما في القلوب من الإخلاص لله والصدق والرغبة لما عند الله وما يترتب على ذلك .
" وإنما لكل امرئ ما نوى " ليس له إلا ما نوى ، فمن نوى بعبادته وجه الله فله ما نوى وإن نوى رياء الناس فله ما نوى ، وهذا يوجب الإخلاص فى الأعمال وأن المؤمن يلاحظ قلبه فى كل أعماله إذا صلى إذا صام إذا اتبع الجنازة إذا عاد مريض إذا باع واشترى إلى غير ذلك ، يكون له نية صالحة فى تصرفاته وأعماله يريد وجه الله والدار الآخرة يريد ما احل الله وترك ما حرم الله يريد الأجر فى كذا وكذا وهكذا ، فيتبع الجنازة يريد الأجر لا رياء ولا سمعه ، يصلى يريد وجه الله ، يصوم يريد وجه الله ، يؤدى الزكاة يريد وجه الله ، إلى غير ذلك .
قال بعضهم : انه شطر الدين كما تقدم والشطر الآخر حديث عائشة " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " هذا يتعلق بالأمر الظاهر والحكم الظاهر وأنه لابد من موافقة الشرع فالدين ينقسم قسمين :
- قسم يتعلق بالنية ، وفيه حديث عمر .
- وقسم يتعلق بالظاهر وفيه حديث عائشة وما جاء فى معناه مما يتعلق بالتحذير من البدع وأن لابد من أن تكون الأعمال على وفق الشرع .

السبت، 11 سبتمبر 2010

وقفة مراجعة بعد رمضان

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، قائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فنسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عدة ، وأزمنة متعاقبة ، ونحن وإياك نرفل في ثوب الإيمان والصحة في حياة سعيدة ونفوس مطمئنة .

أخي المسلم : هذه ثمان وقفات نقفها نحن وإياك في العيد مع نفوسنا ، لعلنا أن نستلهم منها روحاً تبقى ريانة بالإيمان بعد رمضان .

المراجعة الأولى : وقفة محاسبة :

أخي الكريم : جدير بكل مسلم يخاف الله تعالى أن يقف مع نفسه بعد هذا الشهر الكريم ليحاسبها ، فمحاسبة النفس من أنجع الأدوية بإذن الله لإصلاح القلوب وحثها على الخير ، وها نحن قد ودعنا رمضان المبارك بأيامه الجميلة ولياليه العطرة الفواحة بالروحانية ، ودعناه ومضى ، ولا ندري هل سندركه في عام قادم أم ستنتهي آجالنا دونه ؟

ودعناه ومضى وصرنا مرتهنين بما أودعناه من خير أو شر .

- فهل تخرجنا من هذا الشهر العظيم بوسام التقوى ؟

- هل عودنا أنفسنا على الصبر والمصابرة ، ومجاهدة النفس على فعل الطاعة وترك المعصية ابتغاء رضوان الله فانتصرنا عليها ، وكبحنا جماحها فصارت نفوساً مستسلمة لله رب العالمين ؟

خطبة { مَاذا بعدَ رمضان }


خطبة { مَاذا بعدَ رمضان }
للشيخ / محمد بن ابراهيم السبر --- إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء بالرياض

 
الحمدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً ، وأشهد أنْ لاَّ إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ جعلَ لكلِ أجلٍ كتاباً ، ولكلِ عملٍ حساباً ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، أرسله الله شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبهِ وسلمَ تسليماً كثيراً.

أما بعدُ : فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا فهي النجاة غداً والمنجاة أبداً، (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61).

معاشرَ المؤمنينَ والمؤمناتِ :
كعادته يأتي سريعاً ويمضي سريعاً، وها نحن نودع شهر رمضان المبارك بنهاره الجميل ولياليه العطرة .. ها نحن نودع شهر القرآن والصبر والتقوى ، شهرَ العزة والكرامة والجهاد ، شهرَ الصدقة والرحمة ، شهرَ المغفرة والعتق من النار...

السبت، 4 سبتمبر 2010

زكاة الفطر

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فهذه نبذة في زكاة الفطر، أسأل الله تعالى أن ينفع الجميع بها، وأن يتقبل منهم زكاتهم، وسائر أعمالهم.
                                                  

معنى زكاة الفطر 
أي: الزكاة التي سببها الفطر من رمضان. وتسمى أيضاً: صدقة الفطر، وبكلا الإسمين وردت النصوص.
وسميت صدقة الفطر بذلك لأنها عطية عند الفطر يراد بها المثوبة من الله، فإعطاؤها لمستحقها في وقتها عن طيب نفس، يظهر صدق الرغبة في تلك المثوبة، وسميت زكاة لما في بذلها - خالصة لله - من تزكية النفس، وتطهيرها من أدرانها وتنميتها للعمل وجبرها لنقصه.
وإضافتها إلى الفطر من إضافة الشيء إلى سببه، فإن سبب وجوبها الفطر من رمضان - بعد إكمال عدة الشهر برؤية هلاله - فأضيفت له لوجوبها به.

تاريخ تشريعها والدليل عليه

اجتهد قبل الفوات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد:
فإن الله تعالى جعل هذه الدار الدنيا ميدان عمل وتنافس ، كما قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(الملك: من الآية2)
وقال: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
فهذا هو الهدف من إيجادنا في هذه الدار أن نقوم بعبادة الله تعالى وطاعته : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)  فمن قام بما وجب عليه هنا وجدَّ واجتهد وأتعب نفسه في طاعة الله تعالى استراح هناك مع المُنَعمين المكرمين في جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،كما قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ) (القارعة6-7)
وقال: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً. وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (الانشقاق:7-9)
وقال: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المؤمنون:102)
وقال: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ. إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)(الحاقة:19-24).
وعلى الجانب الآخر تجد من فرط هنا وأعرض عن طاعة مولاه نادما هناك حيث لا ينفع الندم : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ. فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً. وَيَصْلَى سَعِيراً) (الانشقاق:10-12).

الخميس، 19 أغسطس 2010

رمضان وحصد الأجور

رمضان وحصد الأجور .. الصيام


ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز و جل : إلا الصيام فإنه لي و أنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "
ومن هذا الحديث يتبن لنا فضائل الصوم الحقيقي..

إن الصيام سر بين العبد و ربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله , و لذلك قيل: لا تكتبه الحفظة و قيل : إنه ليس فيه رياء.

وقد قسم بعض أهل العلم الصيام إلى ثلاث درجات:

1. الدرجة الأولى :صيام العوام وهو الصيام عن المفطرات.
2. الدرجة الثانية:صيام الخصوص وهو الصيام عن المفطرات,والمخالفات التي عن طريق الجوارح,فيصوم السمع والبصر والبطن و اليد والقدم واللسان..وقد قال جابر-رضي الله عنه-:"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك عليك,وليكن عليك وقار وسكينة,ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء".
3. الدرجة الثالثة:صوم خصوص الخصوص وهو الصيام عن الأشياء السابقة إضافة إلى صوم القلب عن كل دنيء,وعما يشغل عن الله.قال حنظلة الأسدي:"نافقت لأنني اشتغلت بغير الله".

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

رمضان شهر الدعاء

الحمد لله مجيب الدعوات وكاشف الكربات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، أما بعد:

فإن شأنَ الدعاءِ عظيم، ونفْعَهُ عميم، ومكانتَه عاليةٌ في الدين، فما استُجْلِبت النعمُ بمثله ولا استُدْفِعت النِّقَمُ بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين. وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

ولعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا_عز وجل_:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ).
وإليكم _معاشر الصائمين_ هذه الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله.
أيها الصائمون: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله_عز وجل_وإضافةِ الجود والكرم إليه.
أما فضائلُ الدعاءِ، وثمراتُه، وأسرارُه _فلا تكاد تحصر،
فالدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره، قال الله _عز وجل_:
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

رمضان والقرآن

(1-5) تنزل كريم
في ليلة السابع عشر من رمضان و النبي صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره أذن الله عز وجل للنور أن يتنزل ، فإذا جبريل عليه السلام آخذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له : اقرأ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم } فرجع بها رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يرجف فؤاده )) [ البخاري 3 ]
وهكذا نزلت أول آية من هذا الكتاب العظيم على النبي الرؤوف الرحيم في هذا الشهر العظيم .
وهكذا شهدت أيامه المباركة اتصال الأرض بالسماء ، و تنزل الوحي بالنور و الضياء ، فأشرقت الأرض بنور ربها وانقشعت ظلمات الجاهلية الجهلاء .
 و من قبل ذلك شهد هذا الشهر الكريم نزولا آخر ، إنه نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وكان ذلك في ليلة القدر … { إنا أنزلناه في ليلة القدر } { إنا أنزلنا في ليلة مباركة } ، قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة [ النسائي و الحاكم ] ، وقال ابن جرير : نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه و سلم على ما أراد الله إنزاله إليه .

ورقة عمل لاغتنام اليوم الواحد من رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
المراد : كيف يغتنم المسلم يوما من رمضان حقا كما ينبغي مستغلا كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة يتقرب بها إلى الله تعالى راجيا بذلك الأجر والثواب.
قالوا عن يوم من رمضان :
قال الإمام النخعي رحمه الله ( صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم وتسبيحه فيه ، أفضل من ألف تسبيحه وركعة فيه أفضل من ألف ركعة ) لطائف المعارف .
فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالا واسعا للتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات وتنوع العبادات فيكون الأجر أعظم والثواب اكبر .
*مظاهر هذا النشاط اليومي في رمضان :
1- استصحاب نية الخير طوال اليوم .
والمعنى :أن تقصد أعمال صالحة تعملها في هذا اليوم بنية العمل والتطبيق . فما دمت تنوي الخير فأنت بخير . ففي الحديث عند مسلم ( إذا تحدث عبدي بان يعمل حسنة فانا اكتبها له حسنه ) *ونص الإمام النووي على استحباب نية الخير مطلقا .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More