وهب الله للإنسان القدرة على إدراك ما حوله
في الطبيعة من العوالم المختلفة ، ومشاهدة غرائب الكون وعجائبه ، دون
إدراك ما وراء ذلك من عوالم أخرى تُشاركه في هذا الوجود، والتي أثبت الشرع
حقيقتها ، كعالم الملائكة والجنّ والشياطين ، ومن هنا كان إدراك النبي –
صلى الله عليه وسلم – لتلك العوالم الغائبة عن حواسّ البشر ، وقدرته على
التعامل معها والإخبار عن أحوالها في مواقف عديدة من جملة آياته وكراماته .
فقد مكّنه الله تعالى من رؤية الملائكة ،
وسماع أقوالهم ، والكلام معهم ، والوقوف على أخبارهم ، وكان في إدراكه عليه
الصلاة والسلام لهذا العالم إعانةٌ له على أداء مهمّته في تلقّي الوحي
وأداء الرسالة .