الخميس، 12 أغسطس 2010
الأحد، 8 أغسطس 2010
عدل النبي صلى الله عليه وسلم
في ظلّ الأجواء القاتمة التي سادت
الجزيرة العربية ، وانتشار صور العدوان وألوان الظلم التي مورست ضد الضعفاء
والمساكين ، جاءت الشريعة الخاتمة لتخرج الناس من جور الأديان إلى عدالة
الإسلام ، وأنزل الله خير كتبه وبعث خير رسله ليقيم العدل ويُرسي دعائم
الحق ، لتعود الحقوق إلى أصحابها ، ويشعر الناس بالأمن والأمان ، وبهذا
أُمر النبي – صلى الله عليه وسلم – : { وأمرت لأعدل بينكم } ( الشورى : 15 ) .
فكان العدل من الأخلاق النبويّة والشمائل
المحمديّة التي اتّصف بها – صلى الله عليه وسلم – ونشأ عليها ، عدلٌ وسع
القريب والبعيد ، والصديق والعدوّ ، والمؤمن والكافر ، عدلٌ يزن بالحقّ
ويقيم القسط ، بل ويحفظ حقوق البهائم والحيوانات ، إلى درجة أن يطلب من
الآخرين أن يقتصّوا منه خشية أن يكون قد لحقهم حيفٌ أو أذى ، وهو أبلغ ما
يكون من صور العدل.
وبين يدينا موقفٌ من المواقف التي تشهد بعظمته – صلى الله عليه وسلم - ، فعن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم شيئا ،
أقبل رجل فأكبّ عليه ، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون – وهو
عود النخل - كان معه ، فخرج الرجل ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( تعال فاستقد – أي اقتصّ مني - ) ، فقال الرجل : قد عفوت يا رسول الله) رواه النسائي .
محبة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعظيمه
حبا
الله تبارك وتعالى نبينا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الخصائص والصفات
العلية والأخلاق الرضية ما كان داعيا لكل مسلم أن يحبه ويُجلَّه ـ صلى
الله عليه وسلم ـ، ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه . وقد كان لأهل السنة
والجماعة قدم صدق في العناية بجمع خصائصه وشمائله، وإبراز فضائله ومحاسنه ـ
صلى الله عليه وسلم ـ ..
فاختار
الله ـ عز وجل ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ اسم محمد المشتمل على الحمد
والثناء، فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ محمود عند إخوانه النبيين والمرسلين،
ومحمود عند أهل الأرض كلهم ـ وإن كفر به بعضهم ـ، لأن صفاته ـ صلى الله
عليه وسلم ـ محمودة عند كل ذي عقل منصف ـ وإن كابر وجحد ـ، ومن ثم قال ـ
صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع ) ( مسلم ) .
ومما
يحمد ويُحَب به ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما فطره الله عليه من محاسن
الشمائل ومكارم الأخلاق، فإن من نظر في سيرته وحياته، علم أنه ـ صلى الله
عليه وسلم ـ أفضل البشر، وأعظمهم خلقا، وأصدقهم حديثا، وأعظمهم أمانة،
وأجودهم عطاء، وأشدهم صبرا واحتمالا، وعفوا ومغفرة، وأرحم الخلق بهم،
وأكثرهم نفعا، وأصبرهم في مواطن الصبر، وأوفاهم بالعهد، وأشدهم تواضعا،
وكان لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
همسات للشباب في رمضان
هذه همسات محب.. وعبارات ناصح.. وكلمات مشفق.. علها أن تجد في قلبك موضعاً... وفي جنبات صدرك قبولاُ..
الهمسة الأولى:
احمد الله - سبحانه وتعالى - أن بلغك رمضان.. فكثير ممن كانوا معنا في
رمضان الماضي قد غيبهم الموت.. فاحمد الله واشكره أن منّ عليك لتكون ممن
يتقرب إليه بفعل الطاعات.. وجمع الحسنات.. في هذا الشهر المبارك..
الهمسة الثانية:
ليكن رمضان فرصة لك.. ودورة تدريبية في الابتعاد عن المعاصي وعن ما يغضب
الله - جل وعلا -.. وأعلنها صراحة.. واصرخ بها في وجه الشيطان.. وداعاً
للمعاصي والسيئات.. وداعاً لكل ما يُبعِد عن الله - جل وعلا -. وأبشر
بتوفيق الله لك.. وتسديده إياك.. عسى ربي أن يهديني وإياك سواء السبيل..
السبت، 7 أغسطس 2010
وقفات مع الإجازة الصيفية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعـد:
أيها
الأحبة: إن الفراغ السائب سبب لكثير من الأمراض الجسمية والنفسية الحسية
والمعنوية فحق على كل مؤمن أن يأخذ بما أمر الله به وبما أوصى به النبي صلى
الله عليه وسلم: "اغتنم خمسا ً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك".
أيها الأحبة: إن كيفية قضاء الإجازة الصيفية أمر يحتاج إلى نقف معه عدداً من الوقفات.
الوقفة الأولى: مع الشباب ذكوراً وإناثاً.
أيها
الشباب: أنتم عماد الأمة ورصيدها وذخرها وسر نهضتها وبناة مجدها ومستقبلها
فبصلاحكم واستقامتكم تصلح الأمة وتستقيم ومن أهم عوامل تحقيق صلاحكم
واستقامتكم وعيكم بواجبكم وملؤكم أوقاتكم بالنافع المفيد وهاأنتم أيها
الشباب تستقبلون إجازتكم الصيفية فإياكم والفراغ والبطالة فإنهما أصل كثير
من الانحراف ومصدر أكثر الضلال كما قال الأول:
إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسدة
أسباب مرض القلب وسمومه الضارة
اعلم
أن المعاصي كلها سموم للقلب وأسباب لمرضه وهلاكه ، وهي منتجة لمرض القلب
وإرادته غير إرادة الله عز وجل ، وضررها للقلب كضرر السموم للأبدان .
قال الإمام ابن المبارك :
رأيتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ وقد يورثُ الذّل إدمانُهَــا
وتركُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ وخَيْرٌ لِنَفْسِـكِ عِصْيَانُهَـا
وللمعاصي
من الآثار المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله
عز وجل ، وليس في الدنيا والآخرة شرٌ وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي .
قال
ابن القيم ـ رحمه الله ـ ما ملخصه : " فما الذي أخرج الوالدين من الجنة
دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب ؟ .
وما
الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه؛ فجعلت
صورته أقبح صورة وأشنعها وباطنه أقبح من صورته وأشنع ، وبدل بالقرب بعدًا
وبالرحمة لعنة ، وبالجمال قبحـًا ، وبالجنة نارًا تلظى ، فهان على الله
غاية الهوان وسقط من رحمته غاية السقوط ، وحل عليه غضب الرب تعالى فأهواه
ومقته أكبر المقت فأرداه ، فصار قوادًا لكل فاسق ومجرم ، رضى لنفسه
بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة ، فعياذًا بك اللهم من مخالفة أمرك
وارتكاب نهيك .
قال الإمام ابن المبارك :
رأيتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ وقد يورثُ الذّل إدمانُهَــا
وتركُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ وخَيْرٌ لِنَفْسِـكِ عِصْيَانُهَـا
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ما ملخصه : " فما الذي أخرج الوالدين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب ؟ .
لماذا نخسر رمضان؟؟
بالأمس القريب ذرفت عيون الصالحين دموع الحزن على فراق رمضان وهاهي اليوم
تستقبله بدموع الفرح نسأل الله عز وجل أن نكون من أهل رمضان وممن امتن الله
عليهم بقيامه وصيامه وأن يوفقنا للخير والصلاح والفلاح فيه .
رمضان في قلبي هماهم نشوة .. من قبل رؤية وجهك الوضاءِّ
وعلى فمي طعم أحس به .. من طعم تلك الجنة الخضراء
قالوا بأنك قادم فتهللت .. بالبشر أوجهنا وبالخيلاء
كل هذا الشوق وكل هذا الحنين ومع ذلك فهناك من يخسر رمضان ويخسر فضله وأجره والعياذ بالله ، وربما لم يشعر ذلك الخاسر بلذة الصيام والقيام ولا يعرف من رمضان إلا الجوع والعطش فأي حرمان بعد هذا الحرمان نعوذ بالله من الخسران.
رمضان في قلبي هماهم نشوة .. من قبل رؤية وجهك الوضاءِّ
وعلى فمي طعم أحس به .. من طعم تلك الجنة الخضراء
قالوا بأنك قادم فتهللت .. بالبشر أوجهنا وبالخيلاء
كل هذا الشوق وكل هذا الحنين ومع ذلك فهناك من يخسر رمضان ويخسر فضله وأجره والعياذ بالله ، وربما لم يشعر ذلك الخاسر بلذة الصيام والقيام ولا يعرف من رمضان إلا الجوع والعطش فأي حرمان بعد هذا الحرمان نعوذ بالله من الخسران.