الحديث الأول
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ". رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغِيرَة بن بَرْدِزبَه الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ [رقم:1]، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الْحَجَّاج بن مُسْلِم الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ [رقم:1907] رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي "صَحِيحَيْهِمَا" اللذِينِ هُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ.
الشرح :
الحديث الأول :
أولها وأعظهما نفعاً من جهة المعني هذا الحديث " الأعمال بالنيات" حديث عمر بن الخطاب الفاروق رضى الله عنه الخليفة الراشد الثاني ، ثاني الخلفاء ، المتوفى سنة 23 من الهجرة شهيداً رضى الله عنه وهو أفضل الصحابة بعد الصديق .
يقول: "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " هذا حديث عظيم ، قال بعض أهل العلم : إنه نصف الدين ، لأن الشرع نصفان :
- نصف يتعلق بالقلوب .
- نصف يتعلق بالظاهر.
وهذا يتعلق بالقلوب ، والشراع الأخرى تتعلق بالظاهر الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك مما يتعلق بالظاهر ، مع ما في القلوب ، فهذا يتعلق بالقلوب وأنه هو الأساس ، ما فى القلب هو الأساس ، لو صلى وهو لم ينوى الصلاة أو صام ما نوى الصيام أو زكى ما نوى الزكاة أو حج ولا نوى الحج فعل أعماله من غير نية وغير ذلك ، لا تصير عبادة ، لابد من النية .
" إنما الأعمال بالنيات " هذا حصر ، وله شواهد ، وهو حديث فرد لكن له شواهد.
مثل : حديث " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " فذكر النية .
ومثل : قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم "
أدلة كثيرة تدل إلى عظم شأن القلب وما يتعلق بالقلب ، لكن هذا الحديث خص بهذا .
" إنما الأعمال بالنيات " يعني صحة وفساداً وقبولاً ورداً ، وعظم الثواب وقلة الثواب حسب ما في القلوب من الإخلاص لله والصدق والرغبة لما عند الله وما يترتب على ذلك .
" وإنما لكل امرئ ما نوى " ليس له إلا ما نوى ، فمن نوى بعبادته وجه الله فله ما نوى وإن نوى رياء الناس فله ما نوى ، وهذا يوجب الإخلاص فى الأعمال وأن المؤمن يلاحظ قلبه فى كل أعماله إذا صلى إذا صام إذا اتبع الجنازة إذا عاد مريض إذا باع واشترى إلى غير ذلك ، يكون له نية صالحة فى تصرفاته وأعماله يريد وجه الله والدار الآخرة يريد ما احل الله وترك ما حرم الله يريد الأجر فى كذا وكذا وهكذا ، فيتبع الجنازة يريد الأجر لا رياء ولا سمعه ، يصلى يريد وجه الله ، يصوم يريد وجه الله ، يؤدى الزكاة يريد وجه الله ، إلى غير ذلك .
قال بعضهم : انه شطر الدين كما تقدم والشطر الآخر حديث عائشة " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " هذا يتعلق بالأمر الظاهر والحكم الظاهر وأنه لابد من موافقة الشرع فالدين ينقسم قسمين :
- قسم يتعلق بالنية ، وفيه حديث عمر .
- وقسم يتعلق بالظاهر وفيه حديث عائشة وما جاء فى معناه مما يتعلق بالتحذير من البدع وأن لابد من أن تكون الأعمال على وفق الشرع .
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ". رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغِيرَة بن بَرْدِزبَه الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ [رقم:1]، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الْحَجَّاج بن مُسْلِم الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ [رقم:1907] رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي "صَحِيحَيْهِمَا" اللذِينِ هُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ.
الشرح :
الحديث الأول :
أولها وأعظهما نفعاً من جهة المعني هذا الحديث " الأعمال بالنيات" حديث عمر بن الخطاب الفاروق رضى الله عنه الخليفة الراشد الثاني ، ثاني الخلفاء ، المتوفى سنة 23 من الهجرة شهيداً رضى الله عنه وهو أفضل الصحابة بعد الصديق .
يقول: "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " هذا حديث عظيم ، قال بعض أهل العلم : إنه نصف الدين ، لأن الشرع نصفان :
- نصف يتعلق بالقلوب .
- نصف يتعلق بالظاهر.
وهذا يتعلق بالقلوب ، والشراع الأخرى تتعلق بالظاهر الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك مما يتعلق بالظاهر ، مع ما في القلوب ، فهذا يتعلق بالقلوب وأنه هو الأساس ، ما فى القلب هو الأساس ، لو صلى وهو لم ينوى الصلاة أو صام ما نوى الصيام أو زكى ما نوى الزكاة أو حج ولا نوى الحج فعل أعماله من غير نية وغير ذلك ، لا تصير عبادة ، لابد من النية .
" إنما الأعمال بالنيات " هذا حصر ، وله شواهد ، وهو حديث فرد لكن له شواهد.
مثل : حديث " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " فذكر النية .
ومثل : قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم "
أدلة كثيرة تدل إلى عظم شأن القلب وما يتعلق بالقلب ، لكن هذا الحديث خص بهذا .
" إنما الأعمال بالنيات " يعني صحة وفساداً وقبولاً ورداً ، وعظم الثواب وقلة الثواب حسب ما في القلوب من الإخلاص لله والصدق والرغبة لما عند الله وما يترتب على ذلك .
" وإنما لكل امرئ ما نوى " ليس له إلا ما نوى ، فمن نوى بعبادته وجه الله فله ما نوى وإن نوى رياء الناس فله ما نوى ، وهذا يوجب الإخلاص فى الأعمال وأن المؤمن يلاحظ قلبه فى كل أعماله إذا صلى إذا صام إذا اتبع الجنازة إذا عاد مريض إذا باع واشترى إلى غير ذلك ، يكون له نية صالحة فى تصرفاته وأعماله يريد وجه الله والدار الآخرة يريد ما احل الله وترك ما حرم الله يريد الأجر فى كذا وكذا وهكذا ، فيتبع الجنازة يريد الأجر لا رياء ولا سمعه ، يصلى يريد وجه الله ، يصوم يريد وجه الله ، يؤدى الزكاة يريد وجه الله ، إلى غير ذلك .
قال بعضهم : انه شطر الدين كما تقدم والشطر الآخر حديث عائشة " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " هذا يتعلق بالأمر الظاهر والحكم الظاهر وأنه لابد من موافقة الشرع فالدين ينقسم قسمين :
- قسم يتعلق بالنية ، وفيه حديث عمر .
- وقسم يتعلق بالظاهر وفيه حديث عائشة وما جاء فى معناه مما يتعلق بالتحذير من البدع وأن لابد من أن تكون الأعمال على وفق الشرع .