Video

ضع بريدك الالكتروني

مدعوم منFeedBurner

قران يتلى اناء الليل واطراف النهار

طريق التوبة في الهاتف النقال

الثلاثاء، 17 مايو 2011

الفوائد لابن القيم - لا بد من الابتلاء

لا بد من الابتلاء

وقد يجوز في بعض الأمور إظهار الموافقة وإبطان المخالفة كالمكره على الكفر كما هو مبسوط في غير هذا الموضع ، إذ المقصود هنا ‏:‏ أنه لا بد من الابتلاء بما يؤذي الناس ، فلا خلاص لأحد مما يؤذيه ألبتة ؛ ولهذا ذكر الله تعالى في غير موضع أنه لا بد أن يبتلي الناس ، والابتلاء يكون بالسراء والضراء ، ولا بد أن يبتلي الإنسان بما يسره وما يسوءه ، فهو محتاج إلى أن يكون صابراً شكوراً ، قال تعالى ‏:‏ ‏ «‏إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ‏» ‏ ‏سورة الكهف ‏:‏ الآية 7‏‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ‏» ‏ ‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ‏» ‏ طه ‏:‏ 123-124، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين» ‏آل عمران ‏:‏ 142‏.

هذا في آل عمران ‏.‏ وقد قال قبل ذلك في البقرة _ فإن البقرة نزلت أكثرها قبل آل عمران _‏:‏ ‏ «‏أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب‏» ‏ سورة البقرة ‏:‏ الآية 214، وذلك أن النفس لا تزكو وتصلح حتى تمحص بالبلاء ، كالذهب الذي لا يخلص جيده من رديئه حتى يفتن في كبير الامتحان إذا كانت النفس ظالمة وهي منشأ شر يحصل للعبد ، فلا يحصل له شر إلا منها ، قال تعالى‏:‏ ‏ «‏ وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك‏» ‏ النساء ‏:‏ 79‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏ «‏ أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ‏» ‏ ‏آل عمران ‏:‏ 165‏، وقال ‏:‏ ‏ «‏ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ‏» ‏ الشورى ‏:‏ 30‏‏ ، وقال ‏:‏ ‏ «‏ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏» ‏ ‏الأنفال ‏:‏ 53 ‏‏، ‏ «‏ وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ‏» ‏ الرعد ‏:‏ 11‏‏ ‏.‏

وقد ذكر عقوبات الأمم من آدم إلى آخر وقت ، وفي كل ذلك يقول إنهم ظلموا أنفسهم فهم الظالمون لا المظلومون ، وأول من اعترف بذلك أبواهم ، ‏ «‏قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ‏» ‏ ‏سورة الأعراف ‏:‏ الآية 23‏‏وقال لإبليس ‏:‏‏ « لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ‏» ‏ ، وإبليس إنما اتبعه الغواة منهم كما قال ‏:‏ ‏ «‏ فبما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ‏» ‏ ، وقال تعالى ‏ «‏ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ‏» ‏ ، والغي إتباع هوى النفس ، وما زال السلف معترفين بذلك كقول أبي بكر وعمر وابن مسعود ‏:‏ أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه ‏.‏
وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الذي يرويه الرسول عن ربه عز وجل‏:‏ ‏ «‏ يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ‏» ‏ ‏‏

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

0 commentaires:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More