Video

ضع بريدك الالكتروني

مدعوم منFeedBurner

قران يتلى اناء الليل واطراف النهار

طريق التوبة في الهاتف النقال

الاثنين، 15 أبريل 2013

الشيخ الدكتور فريد الانصاري - طريق النجاة

الشيخ الدكتور فريد الانصاري - طريق النجاة 

 

 

 

ولد فريد الأنصاري - Farid Al Ansari بالجرف الرشيدية (جنوب شرق المغرب) 1380هـ / 1960م، وانخرط في العمل الإسلامي الحركي، والشبيبة الإسلامية (أول التنظيمات الإسلامية المغربية) في أوج حيويتها تحت رئاسة مؤسسها الأستاذ عبد الكريم مطيع، ضمن جمعية الدعوة الإسلامية بفاس، التي توحدت مع عدة جمعيات إسلامية أخرى لتكون "رابطة المستقبل الإسلامي"، والتي بدورها توحدت لاحقا مع حركة الإصلاح والتجديد، ليكونا معا "حركة التوحيد والإصلاح" في 1996. لكن الفقيد قدم استقالته من حركة "التوحيد والإصلاح" في العام 2000 لينخرط في سلك الدعوة العامة عبر مؤسسات المجلس العلمي الأعلى والمحلي بمكناس. وفي مساره العلمي حصل الأنصاري على إجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة محمد بن عبد الله بكلية الآداب بفاس، ودبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه من جامعة محمد الخامس بالرباط، ثم دكتوراة الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه من جامعة الحسن الثاني بكلية الآداب المحمدية.
والفقيد عضو مؤسس لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وعمل أستاذا لكرسي التفسير بالجامع العتيق بمدينة مكناس، وأستاذا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الآداب جامعة المولى إسماعيل بمدينة مكناس. وتولى أيضا رئاسة وحدة الفتوى والمجتمع ومقاصد الشريعة لقسم الدراسات العليا بجامعة المولى إسماعيل بمدينة مكناس.
واتجهت مؤلفاته العلمية الأخيرة إلى ترسيخ الدعوة لتأصيل العلم الشرعي وإشاعة "مجالس القرآن" وتدبر "بلاغات الرسالة القرآنية" أسوة بالتجربة النورسية (نسبة إلى الداعية التركي سعيد النورسي).
وإجمالا دعت مؤلفاته العلمية إلى الانطلاق من القرآن إلى العمران، كما بشر فيها بعودة البعث الإسلامي من الحركة الإسلامية إلى حركة الإسلام
.

السبت، 13 أبريل 2013

حصة أوقات الصلاة لشهر جمادى الثانية 1434 -المغرب

حصة أوقات الصلاة لشهر جمادى الثانية 1434

* بعد الضغط على رابط التحميل لمدينتك اضغط على الزر (تحميل عادي) و انتظر 12 ثانية لينطلق التحميل

Villes Marocaines
 التحميل  * Download المدن المغربية
AGADIR Télécharger أكادير
AHFIR Télécharger أحفير
AKNOUL Télécharger أكنول
ALKARA Télécharger الكارة
ALWALIDIYA Télécharger الوالدية
ASFI Télécharger آسفي
ASILA Télécharger أصيلا
AZEMMOUR Télécharger آزمور
AZILAL Télécharger أزيلال
AZROU Télécharger آزرو
BENGUERIR Télécharger بنكرير
BENHMED Télécharger بن أحمد
BENIMELLAL Télécharger بني ملال
BENSLIMANE Télécharger بن سليمان
BERCHID Télécharger برشيد
BERKANE Télécharger بركان
BOUARFA Télécharger بوعرفة
BOULMANE Télécharger بولمان
CASABLANCA Télécharger الدار البيضاء
CHEFCHAOUEN Télécharger شفشاون
CHICHAOUA Télécharger شيشاوة
DAKHLA Télécharger الداخلة
DAMNAT Télécharger دمنات
DRIOUCH Télécharger دريوش
ELHAJEB Télécharger الحاجب
ERFOUD Télécharger أرفود
ER-RICH Télécharger الريش
ESSAOUIRA Télécharger الصويرة
FES Télécharger فاس
FIGUIG Télécharger فكيك
FKIH_BEN_SALAH Télécharger الفقيه بنصالح
GOULMIM Télécharger كلميم
GUERCIF Télécharger كرسيف
HASKOURA Télécharger هسكورة
HOUCIMA Télécharger الحسيمة
IFRAN Télécharger إفران
JADIDA Télécharger الجديدة
KASBAT-TADLA Télécharger قصبة تادلة
KELAAT_SRAGHNA Télécharger قلعة السراغنة
KENITRA Télécharger القنيطرة
KHEMISSAT Télécharger الخميسات
KHENIFRA Télécharger خنيفرة
KHOURIBGA Télécharger خريبكة
KSAR_ELKEBIR Télécharger القصر الكبير
LAAYOUN Télécharger العيون
LAGOUIRA Télécharger الكويرة
LARACH Télécharger العرائش
MARRAKECH Télécharger مراكش
MAYSOUR Télécharger ميسور
MDIQ Télécharger المضيق
MEKNES Télécharger مكناس
MIDELT Télécharger ميدلت
MLILYA Télécharger مليلية
MOHAMMADIA Télécharger المحمدية
NADOR Télécharger الناظور
OUARZAZATE Télécharger ورزازات
OUAZZANE Télécharger وزان
OUJDA Télécharger وجدة
RABAT-SALE Télécharger الرباط و سلا
RACHIDIA Télécharger الراشدية
RHAMNA Télécharger الرحامنة
RISANI Télécharger الريصاني
ROMMANI Télécharger الرماني
SEBTA Télécharger سبتة
SEFRO Télécharger صفرو
SETTAT Télécharger سطات
SIDI-IFNI Télécharger سيدي إفني
SIDIKASSEM Télécharger سيدي قاسم
SIDISLIMANE Télécharger سيدي سليمان
SIDI-YAHYA-LGHARB Télécharger سيدي يحيى الغرب
SMARA Télécharger السمارة
TAFRAOUTE Télécharger تافراوت
TANGER Télécharger طنجة
TAN-TAN Télécharger طانطان
TAOUNATE Télécharger تاونات
TAOURIRT Télécharger تاوريرت
TARFAYA Télécharger طرفاية
TAROUDANT Télécharger تارودانت
TAZA Télécharger تازة
TETOUAN Télécharger تطوان
TIFLET Télécharger تيفلت
TINGHIR Télécharger تنغير
TINJDAD Télécharger تنجداد
TIZNIT Télécharger تزنيت
YOUSSOUFIA Télécharger اليوسفية
ZAGOURA Télécharger زاكورة
بعد الضغط على رابط التحميل لمدينتك اعلاه
اضغط على الزر (تحميل عادي) و انتظر 12 ثانية لينطلق التحميل

المصدر : صفحة http://www.facebook.com/maroc.priere

الجمعة، 12 أبريل 2013

العمل بالقرآن

 
الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى المختص بالملك الأعز الأحمى الذي ليس دونه منتهى ولا وراءه
مرمى، الظاهر لا تخيلا و وهمى، الباطن تقدسا لا عدمى وسع كل شيء رحمة و علما، و أسبغ على أوليائه نعما عمى، و بعث فيهم رسولا من أَنْفُسِهِم أَنْفَسَهُم عربا و عجما، زكاه ربي محتدا و منمى، و حاشاه عيبا ووصما، و صلى عليه صلاة تنموا و تنمى، و على آله وسلم تسليما.
 أمة  الإسلام القول قولان، قول حق و قول غير حق، و القول الحق منه تحقيقه و معه تصديقه و ميزان ذلك العقل الذي هو مناط التكليف و لكن العقول في جوهرها متفاضلة،
وسمة العقل الصالح أن يعرض ما يسمح لمخيلته من مسالك الإعتقاد على عاقلته، ليأمن آفة التجاوزات، فمتى روعي هذا المعنى سهل المأخد في توفية حظوظ المتقابلات,و لزم منه الصواب في التأتي، و هذا كما تعلمون مجاز آمن و نقيضه تأرض آثم، و القول الحق لا يكون مصدره إلا من الحق سبحانه و تعالى وهو منزل الكتاب، و نتائج القول بعد الفحص و النظر أن الإيمان بضرورة القرآن  وضرورة العلم بالقرآن، عقد صادق، حيزه القوة العاقلة لا المتخيلة، و تطلب الكمال  في هذا لازم سلامة الفطرة و لا كمال العلم بالقرآن إلا في كمال العمل به ، ذلكم لأن العمل تمام العلم وليس يشك أن نسبة العلم إلى العمل مضاهية لنسبة العلة إلى المعلول، أو لنسبة البدء إلى التمام، فالشيء متى فسدة علته واختل بدأه فليس الصلاح بلاحقه و لا متبنيه إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ماهو ببالغه.
   أمة الإسلام ثم إنه لا يكمل هذا العلم بالقرآن كما أسلفنا إلا في كمال العمل به، إذ لو وجدت، و لو وجدت طبائع البشر مقصورة على تحصيل العلم دون تحقيق العمل، لكانت القوة العملية إما فضلا زائدا و إما تبعا عارضا و لو أنها كانت كذلك لما كان عدمها ليخل عمارة البلاد و سياسة العباد.
   عباد الله ثم إنه لا يكمل العمل بالقرآن إلا في كمال و استكمال المراد لنا من السبعة الأحرف، و استظهار ما في اختلافها من التنوع و التضايف ، ليكمل النظر إلى القرآن من أوجهه المرادة و أحرفه المنقادة، ذلكم لأن الناظر إلى القرآن من وجه واحد نازل عن رتبة التمام و واقع دون معارج التمهير و الكمال، و التمهير مقام أيده و عينه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم لمن استوفى شرطه، فقال " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة" (رواه مسلم) .
   جعلني الله وإياكم من الماهرين بالقرآن، قراءة أداءا فهما و عملا، و نحن جدراء بأن نسأل واهب العقل سبحانه و تعالى أن يرشدنا إلى الفضل لنلحظ الحق على حق، قلت ما سمعتم وأستقيل الله العثرة وأستغفره و أتوب إليه، فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي رحيم غفوررحيم ودود.
   إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله  فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، أرسله الله  بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا.
   عباد الله خدمة القرآن العظيم من مختلف أنماط آدائه  قراءة و دلالة، مجامع ما سعدت به أطوار الأمة، والتخلي عن هذا الباب هجر للقرآن، و الهجر عباد الله استدلال برهاني على انعدام الحظ من الحكمة.
 فإن يمسي مهجور الفناء فربما    أم به بعد الوفود وفود.
   فمن أقبل على كلام الله أقبل الله عليه و من تولى عنه تولى الله عنه و نعود بالله من هذه المرتبة.
   عباد الله إن سلطان البلاد أمير المؤمنين سادس المحمدين حفظه الله و أيده خدم القرآن خدمة من وجهته الحقة، خدمه قراءة و رسما، تحقيقا لا تعليقا،  دلالة ووسمى، فنسأل الله تعالى و نحن نشهده سبحانه و تعالى أنه لم يآني في الإصلاح و يتأنى في امتياح، فنسأل الله تعالى أن يرزقه طاعته وأن يرزقنا طاعته، فطاعته واجبة، وإجابته لازمة، وإسعافه فريضة، ومصافحته تدينا إقبالا و إجمالا، و مخافته زندقة و تخلف و انحلال، هيع الله طريقه، وقوى على النصح و الصلاح بطانته وفريقه، ثم إنه لا يفوتني أن أذكر  بأن والدة أمير المؤمنين حفظهما الله تعالى، قد أخدت على نفسها تعمير بيوت الله بالإصلاح و التشييد، و التنظيف و التمديد و التسديد، فنسأل الله أن يتقبل منها عملها و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن يصبغ عليها نعمه ظاهرة و باطنة و كل من أعانها على ذلك بقول أو فعل أو تقري، و كل من عمر بيوت الله بتنظيف أو ذكر أو صلاة أو حراسة، أيدكم الله جميعا و نفعني و إياكم بالذكر الحكيم.
   عباد الله إن الله تعالى أمر بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكة قدسه فقال ولم يزل قائلا عليما "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "(سورة الأحزاب – الآية 56)، اللهم صلاتك و سلامك دائمين دوام الفرقتين و ما طلعت شمس في الخافقين، على الذي أهدى إلينا الإستبصار مفروغا منه و لم يحوجنا إلى البحث بالمقاييس عنه ، سليل أكرم نبعة، و قريع أشرف بقعة، سيدنا محمد النبي الرسول الصفي و على آله و صحبه و خلفائه وتبعه على ممر الحقب، و على سائر أنبيائك و رسلك، إتباع لأمر نبيك صلى الله عليه و سلم حيث قال"صلوا على أنبياء الله و رسله فإن الله بعثهم كما بعثني"( لبيهقي).
   عباد الله استنجحوا ربكم واطلبوا إليه و استمنحوه فإن لا يستنفده سائل و لا يستنقصه نائل، اللهم اقصم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
   اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا، و اجعلها الوارث منا، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا، و انصرنا على من عادانا، و لا تجعل مصيبتنا في ديننا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا، و لا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، ولا إلى النار مصيرنا.
   اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك فينا و لا يرحمنا، اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار، يقومون الليل و يصومون النهار، ليسوا بآثمة و لا فجار، اللهم إنا نعوذ بك أن نفتقر في غناك أو نضل في هداك أو نُظام في سلطانك، او أن نظطهد في الأمر إليك، اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات، يارب العالمين اغفر لنا ما وأينا من أنفسنا ولم تجد له و فاء عندنا، اللهم اغفر لنا رمزات الألحاظ و همزات الألفاظ و هفوات اللسانبرحمتك يا أرحم الراحمين.
   عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان, و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم ، و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


تفريغ خطبة الجمعة للشيخ النابلسي من مسجد أمة الله بمراكش
من موقع الكراسي العلمية

الأربعاء، 10 أبريل 2013

فلسفة العمر للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله


من أهم مصادر الجمال في الإسلام عقيدةُ اليوم الآخر، لكننا لن نذوق جماليتها إلا بعد معرفة ما "العمر"؟ هذا الامتداد الزماني الحاد المحدود، الذي يحد فترة حياة الإنسان، من الولادة إلى الممات.

العمر هبة إلهية كبرى.. إنه تجلٍّ من تجليات الحياة، بيد أن حقيقته نسبية ككل حقائق الحياة الدنيا. فليس فيه -إذا تفكرت- طويل وقصير، وإنما هو قصير كله. فمن حيث منطق الأشياء وطبائعها: كل ما ابتدأ لينتهي لا يكون إلا قصيرا. أليس كل الناس يموتون بعد سنوات من تاريخ ميلادهم؟! نعم، سنوات، وإن هي إلا سنوات، لا مئات السنين، ولا آلافها.

ثم إن المقارنة النسبية بين أعمار الخلائق المختلفة تبيّن لك نسبيّة الطول والقصر باعتبار آخر. فمن الخلائق التي تعيش مئات السنين أو آلاف، من غير البشر، كالأشجار، والجبال ونحوها، وكالشياطين -وقد قال إبليس اللعين: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾(الحجر: 36-38)- إلى الكائنات التي تعمر الشهر والأسبوع واليوم، كبعض الحشرات، من مثل النحل، والذباب، والفراش. فلو نظرت إلى ما يشعر به المعمَّر مئات السنين أو آلافَها وهو ينظر إلى عمر الإنسان لوجدته يتأسف على شدة قصره، ويأسى على الإنسان الذي لم يمد له في عمره إلا قليلا، وهو لا يدري أن عمره هو أيضا بالنسبة إلى من هو أطول عمرا قصير جدا.

قصر الأعمار

ولو نظرت أنت -باعتبارك الإنساني- إلى أعمار الحشرات التي تعيش شهرا أو أسبوعا أو يوما، لأشفقت عليها من شدة قِصَرِ ما تعيشه من لحظات. ومما أرويه عن علماء الأحياء، أن ضربا من الفراش يعيش دورته البيولوجية الكاملة، في مدة لا تتجاوز أربعا وعشرين ساعة. يكون بيضة، ثم يخرج منها، فيدبّ دودة، ثم يلتف حول نفسه في غشائه، ليطير بعد ذلك فراشة، ثم يبيض ما شاء الله له ليخلّف ذريته بأمان، ثم يموت. كل ذلك في أربع وعشرين ساعة! وعندما كنتُ أقرأ أن بعض الحشرات يعيش ثمانية أيام على الأكثر، كان يتبادر إلى ذهني أن تلك الحشرة إذا طال عمرها إلى اليوم الثامن، تنشد كما أنشد الشاعر العربي القديم:
سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الْحَيَاةِ ومَنْ يَعِشْ
ثَمَانِينَ حَوْلاً -لاَ أبَا لَكِ- يَسْأمِ!
واليوم الواحد بالنسبة إلى وجدان الحشرة كعشر سنوات كوامل، لا فرق. ولو نظرت إلى ما أخبر به الله عن الزمان الكوني في القرآن، لأدركت أن الأعمار كلها بالفعل قصيرة.

الزمان الكوني وتجلياته

والزمان الكوني صور وأقسام شتّى، يتجلى بعضها في بُعْدِه "المِعْرَاجِيّ"، وهو نوعان: الزمان الأمري والزمان الملائكي. فـ"الزمان الأمري" هو المشار إليه في قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾(السجدة:5)، و"الزمان الملائكي" هو المشار إليه في قوله سبحانه: ﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾(المعارج:4). كما يتجلى في صورة "الزمان العِنْدِيّ" وهو المشار إليه في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾(الحج:47). وهو زمان "الملائكة العندية" المشار إليها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾(الأعراف:206){س}. ثم "الزمان الأخروي" وهو الزمان الخالد السرمدي الذي لا ينتهي أبدا.

وفي ذهنك، أنت أيها المعمَّر مائة عام أنك عشت عمرا مديدا. نعم تماما كما عُمِّرَت الحشرةُ ثمانيةَ أيام، أو أربعا وعشرين ساعة.

ولك أن تتفكر في نسبية الزمن عند تقلّب أحوال النفس الإنسانية، بين شتّى ضروب الانتظار مثلا.. عندما تنتظر حلول لحظة سعيدة لم يبق بينك وبينها إلا لحظات يسيرة من دقائق معدودات.. تَشعُر أنها تمر ببطء شديد، وتقلق من "طول" الانتظار؛ فكأنّ وقع الدقائق تلك في نفسك عدة أعوام. وعندما تحلّ اللحظة السعيدة، تشعر -رغم طول مدتها بالنسبة إلى لحظات الانتظار- أنها قصيرة جدا، فكأن وقتها يتصرم منك تصرما. الزمن نسبي.. وتلك هي حقيقة الأعمار.

الطول والعرض في الأعمار

والعمر -عند التفكر في الخلق الإلهي- هو حقيقة الإنسان. إذ ليس المرء إلا بداية ونهاية! ساعة ولادة فساعة وفاة. ولكن.. شتان شتان بين عمر وعمر! ليس ذلك باعتبار الطول والقصر؛ إذ الأعمار كلّها قصيرة كما أسلفنا، ولكن باعتبار العرض والضيق، إذ قد يكون العمر طويلا -حسب العد البشري النسبي- ولكن يكون ضيقا من غير سعة. كما قد يكون قصيرا بالاعتبار نفسه، ولكنه عريض جدا، حتى لكأنه لا يكاد ينتهي أبدا.

وبيان ذلك بالمثال التالي: هَبْ أن العمر عبارة عن طريق يقطعها الإنسان، لها امتداد طولي وآخر عرضي. والعادة أن الإنسان إنما ينتبه إلى الطول؛ لأن ذلك هو المتعلق بمفهوم الزمن (الماضي والحاضر والمستقبل)، ولكنه قلّما ينتبه إلى العرض؛ لأن هذا إنما يتعلق بالأعمال والمنجزات خلال كل فترة من فترات الزمن.

فالإنسان في سيره خلال عمره نوعان: نوع يخطو دون أن ينتبه إلى عرض الوقت، فيلتهم من طوله ما هو مقدّر له، فلا يشعر ببركة العمر مهما طال، حسب العد البشري النسبي. ونوع ينتبه إلى العرض؛ ولذلك فهو إذ يخطو الخطوة الواحدة من عمره، لا ينتقل إلى الثانية حتى يخطو مثلها على عرض الطريق لا على طولها ليعيش باقي اللحظات التي هي من الخطوة الطولية الأولى نفسها التي خطاها.

وهكذا يبقى يخطو على عرض الطريق حتى يستوعب كل عرضها. وحينئذ فقط، ينتقل إلى أمام ليخطو خطوة أخرى على طولها، ثم يستأنف بعد ذلك خطوات العرض. فهو إذن يسير طولا وعرضا.

إن مفهوم العرض رمز إلى استغلال الوقت استغلالا كاملا. لأن الناس -في الغالب- يعيشون اللحظة الواحدة، بما لا يكفي لعمارتها من الأشغال والأعمال. وربما أمضوها بالفراغ، وذلك هو ما يسمى بقتل الوقت. والعرض هو استنفاد كل الحيز الزمني للحياة بالمنجزات الإيجابية، والأعمال الحية التي تملأ رصيد العبد بالحياة الحافلة بالخير. وتلك هي "بركة العمر" المرجوة في الأدعية المأثورة. وإني إذ أذكر هذا المعنى أذكر وصف الله للجنة بقوله سبحانه: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾(الحديد:21)، ذلك أن الجنة زمن خالد، فأنت تعيش اللحظة الواحدة مرات عديدة، لا تنقضي أبدا. كما أن نعمها الوفيرة لا تستنفد أبدا. فذلك هو العرض ذو المعاني الجميلة.

أما الطول فهو يوحي بالنهاية والزوال، ومن هنا لم تكن للأعمار قيمة من حيث طولها أو قصرها. وإنما البليد من الناس من يتشبث بالطول الدنيوي. قال تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾(البقرة:94-96).
ذلك أن جشع الكفار وجهلهم بحقيقة الحياة، يجعلهم ينظرون للدنيا من خلال بُعْدٍ واحد، هو البعد الطولي. وهو بعد خداع، لأن الألف سنة فيه كاليوم لا فرق، ما دام الطول ينتهي إلى حد. والعدد في الوحدات الزمنية الدنيوية -كما رأيت- نسبي، ورب حشرة عاشت بضع لحظات، أو بضعة أيام، أزكى عمرا ممن عمر ألف سنة. ومتى كان الإنسان هو المقياس الحقيقي لوحدات الزمن؟!
العمر الطولي والعرضي

ومن هنا ذمّ الله الحياة الدنيا، من حيث هي طول يُتلهف فيه على المتع الزائلة، والمكاسب الفانية: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾(الحديد:20)، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا لي وللدُّنْيا..؟ ما أنا في الدنيا إلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تحت شَجَرَةٍ ثم رَاحَ وتَرَكَها!"(رواه الإمام أحمد والترمذي).

والأحاديث في ذم الدنيا والركون إليها كثيرة جدا، تملأ أبوابَ الرِّقَاقِ من كتب الحديث النبوي الصحيح. وهي لا تخرج في معناها عن التنبيه إلى خطورة النظر القاصر إلى الزمن، والتكالب على استنفاد لحظات العمر في عَدِّ طولٍ لا يمنع من الموت شيئا.

والجميل في الأمر أن العرض لا ينقضي بوفاة الإنسان، بل يمتد حتى بعد وفاته؛ فلا تجده يشعر ذلك الشعور اليائس الذي يزلزل نفسية الكفار، إذ يشعرون عند ذكر الموت بهول "الفناء".

وقد رأينا كثيرا من علماء الأمة الإسلامية ممن لم يعمَّر من حيث الطول إلا ثلاثا وخمسين سنة، كالإمام الشافعي رحمه الله، ولكن ها أنت تراه -بعد وفاته بأكثر من ثلاثة عشر قرنا- يملأ الدنيا بالحياة. فهذا مذهبه الفقهي يملأ عرض الدنيا وطولها، وهذه كتبه العلمية تملأ كل أعمار الناس. فهل عاش الشافعي بضعا وخمسين سنة فقط؟! إنه نظر قاصر لمفهوم الزمن إذن.

وكذلك الشأن بالنسبة للإمام النووي رحمه الله، الذي لم تزل مصنّفاته هي مادة التربية الإيمانية لملايِين المسلمين، ككتاب "رياض الصالحين"، وكتاب "الأذكار"، و"الأربعين النووية"، و"شرح صحيح مسلم". فهذا الرجل العظيم قد عاش عمرا مباركا عريضا جدا، في خمس وأربعين سنة فقط.

ومن المعاصرين الإمام حسن البنا رحمه الله الذي استشهد عن عمر لا يتجاوز الثلاث والأربعين سنة، ولكنه لم يزل يمتد في حياة الأجيال امتدادا قويا، لا تحدّه مقاييس الأعمار الفانية.. إنك تراه هنا وهناك حيا، يحرك الأحداث المعاصرة، ويهز الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية هزا في كل مكان. أولئك قوم عرفوا كيف يعيشون عرض العمر، ولم يأبهوا لطوله الكاذب.

وقد وجدنا النصوص القرآنية والحديثية تنبّه المسلمين إلى هذا المعنى العظيم، حيث يملك المرء معه أن يعيش حتى التخمة، حياة حافلة بالحياة. يقول الله عز وجل في العبد يستثمر وقته في العمل الصالح: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(البقرة:261)، وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة"(متفق عليه).

ويموت الإنسان لكن يمتد عرض عمره بعده. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(رواه مسلم) وقال أيضا: "مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ مَنْ عَمِلَ بها بعده، من غير أن يُنْقَصَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْءٌ."(رواه مسلم). وذلك كل فعل الخير الذي لا ينقطع أثره بالموت.

الحياة الآخرة

ثم إن الإيمان بالحياة الآخرة يشعر المسلم بأن الموت إنما هو مَعبر إليها، فلا يحس في وجدانه العميق بأنه ينتهي بالموت؛ فيعيش الحياة بذوق آخر، ملْؤه العمل والأمل في أن تكون أخراه أفضل من دنياه..

فيا لبؤس عمر يعيشه الإنسان وهو يشعر بأن الموت هو آخر المطاف! انظر إلى هذه الإشارة الإلهية في وصف نفسية الملاحدة المنكرين للبعث، إذ يقتلهم اليأس، ويدمرهم القنوط.

قال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾(الأنعام:125)، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾(الحج:31).
فانظر إلى هذا الزلزال النفسي، والشعور بالدمار والخراب في الحياة! الذي يملأ صدور الكفار، واليأس القاتل الذي يجثم على أحلامهم، لما يعيشونه من فقر شديد في العلم بالله. بينما يملأ هذا حياة المسلم سعة ورحمة، بسبب ما يتيحه له من آفاق أرحب، للنظر في الحياة والكون والمصير. وفقدانه يعني فقدان التوازن النفسي حتما في التعامل مع العمر.
هذا الرصيد الوحيد لدى الإنسان، الذي عليه أن يوظفه ليسعد أو ليشقى. ودون هذا الفضاء الواسع الرحب لا يوجد إلا اليأس القاتل، والخراب المدمر، وهو حال كل منكر للبعث من الكفار والملاحدة أجمعين. وما ذلك إلا لأنهم -كما وصفهم الله تعالى- ﴿قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾(الممتحنة:13).
ومن هنا فأنت ترى أن الباب الفسيح الذي يمد عمر المسلم بالاتساع، إنما هو مفهوم "الغيب".
هذا المفهوم الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية بأكملها. فهو الذي يملأ حياة العبد العامل أملا، ويغمر وجدانه حياة متدفقة أبدا، لا يحدها أجل، ولا تقطعها وفاة!

مجلة حراء

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More