Video

ضع بريدك الالكتروني

مدعوم منFeedBurner

قران يتلى اناء الليل واطراف النهار

طريق التوبة في الهاتف النقال

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

كتاب "جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح " + تلخيص


كتاب "جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح " 


كتاب "جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح "
للشيخ "فريد الأنصاري" رحمه الله


مقدمة : الكتاب 


بأي لغة أستطيع تقديم الجمال؟ وها الكلمات كسيرة حسيرة، في زمن تصدرت فيه جمالية الأشباح على حساب جمالية الأرواح، وغطت الأصباغ الكاذبة جمال الفطرة الصادقة، فنصر الناس التمثال على الطبيعة، وضلت الحقيقة في الظلمات....
ملخص الكتاب :



تلخيص كتاب جمالية الدين : معارج القلب إلى حياة الروح.

للشيخ الدكتور فريد الأنصاري.


لخصه و اعتنى به " أبو عبد الرحمن يونس ابن المبارك المالكي البيضاوي "


مقدمة :


عندما نقول جمالية الدين فإننا نعني أن الله عز و جل الذي جعل الدين جميلاً، قصد أن يكون التدين جميلاً أيضاً، قصداً تشريعياً أصيلاً، إذ قُصِد منه ذلك ابتداءً، و ليس صُدفة و اتفاقاً.
و الجمال متعلق بالشكل و المضمون معاً، ذلك أن الله عز و جل فتح أمام البشرية معرضين للجمال، أولهما : هذا القرآن الكريم المجيد، و ما يتضمنه من حقائق إيمانية، تصل الإنسان بمنابع الجمال الحق، و مصدر النور الأعلى، و ثانيهما : هذا العالم الطبيعي الكوني، امتدادا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، و ما يعكسه من شؤون الربوبية العليا، و أنوار الأسماء الحسنى.
و من هنا فجمالية الدين مفهوم يغطي علاقات المسلم مع ربه، و مع الإنسان، ثم علاقته مع البيئة أو الكون و الطبيعة، و كل ذلك يدخل تحت مفهوم ( العبادة ) الذي هو غاية الغايات من الخلق و التكوين، و لذلك فهذه الجمالية مفهوم مبثوث في أصول الدين و فروعه.
و جمالية الدينية في الحقيقة هي : ( الإيمان ) الذي يسكن نورُه القلبَ، فتُجَمِّل الأفعال و التصرفات التي هي فعل ( الإسلام )، ثم تترقى هذه في مراتب التَّجَمُل؛ لتصل درجة ( الاحسان )، إذ أن هذا الأخير هو عنوان الجمال في الدين، فنجد إذا أن التدين هو تَمَثُّلُ قيم الجمال، و التزين بأنوارها في السلوك و الوجدان.
و منه غاية هذه الرسالة هي تقرير، من جهة، أن الجمال جوهر أصيل في الدين، فخطاب الوحي قام على وضع مقاييس الجمال، و بيَّن منهاج التجمل بالدين؛ و من جهة أخرى، أنه قصد مبدئي أصيل من الدين.
تمهيد : في مفهوم ( الجمالية ) بين الإسلام و الفلسفة الغربية.
الجمالية هو علم يبحث في معنى الجمال من حيث مفهومه، و ماهيته، و مقاييسه، و مقاصده. فالجمالية في الشيء تعني أن الجمال فيه حقيقة جوهرية، و غاية مقصدية، فما وُجِد إلا ليكون جميلاً.
و الجمال في الإسلام أصل أصيل، سواء من حيث هو قيمة دينية : عقدية و تشريعية، أو من حيث هو مفهوم كوني، و كذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية.
و الفرق في الجمالية من مفهومَيْها الغربي و الإسلامي كالفرق بين الطبيعة و التمثال، أو بين الحقيقة و الخيال، إذ لم تكن الصورة التي يبدعها المسلم ثابتة قارة في متحف ( اللوفر )، بل حيةً يشكلها بإبداعه اليومي بين ركوع و سجود، و طواف و سعي، أو بين صوم و تبتل، و انقطاع يصله كليًّا بالملأ الأعلى.
حول مفهوم ( الجمال ) في الفكر الغربي:
أرجع سقراط كل قيم الجمال إلى النفس، فجعله جمالا باطنيا يرجع إلى جمال النفس الفاضلة.
أما أفلاطون فيرى أن الجمال يتحدد في الجمال الإلهي و ذلك في وحدة صورته، و قد عرَّفه بانه موضوع محبة النفس كما أنه ينتمي إلى عالم الحقائق العقلية.
و قد نحا هيجل و كانط نفس المنحى عندما أرجعوا الجمال إلى مظاهر تشكلات الروح المتمثلة في كل ظاهرة طبيعية أو مادية أو نُظُم إنسانية، أو فكرية، و غاية هذه الروح أن تعي ذاتها معتمدة على الفن و الدين و الفلسفة، فأنتج ما يُعرَف بالإستطيقا التي هي إبداع الروح، و خلق الوعي، و نتاج الحرية.
أما كامي و سارتر فقد ربطوا الجمال بالتمرد، فالفن على حد زعمهم يَبرُز في رفض الإنسان أن يكون على ما هو عليه، فيُعِيد تشكيل العالم و صياغته من خلال عمله الفني، و قد تبنى العالم الغربي هذه العبثية ( الجمالية ) لملاءمة ظروف اهتزاز القيم فيه، و توجهاته المتمردة على كل شيء.
حول مفهوم ( الجمال ) في الإسلام من الترتيل إلى التشكيل:
الإنسان جميل ! بل هو أجمل مخلوق في الأرض ! فالله سبحانه و تعالى قد خلق الإنسان في أجمل صورة و أحسنها !
ثم جعل له الكون من كل حواليه جميلاً، و حسَّنَه تحسيناً.. عساه يكون في تدينه حسناً جميلاً ! فالزينة الكونية مبعث وجداني للتحلي بالزينة الإيمانية !
فهذا الكون هو قصرك الزاهي أيها الإنسان ! محاطاً بكل آيات التسخير، لتصريف العمر كأعلى ما يكون الذوق، و كأجمل ما تكون الحياة ! فما يكون من المؤمن حينئذ إلا السجود لمن أفاض على الكون بهذا الجمال كله ! الجمال الحي المتجدد !
كما نلمس جماليات القرآن الكريم من السور و الآيات المشعة بتوجيهات ربانية لتربية الذوق الإنساني، حتى يكون في مستوى تمثل مقاصد الدين البهية، بتدينه الجميل !
إن الله تعالى خلق الحياة على مقاييس الجمال الإلهية الباهرة، الساحرة ! و أرسل الرسل بالجمال، ليتدين الناس على ذلك الوازن و بتلك المقاييس، مما يحول إلى ان الجمال مطلوب في أداء المسلم شكلاً و مضموناً، مبنىً و معنىً، رسماً و وجداناً.
و الجمال الإيماني متمثل في أن تحب الإيمان ذاته مما يعني أن الدين سكن هواك، و الحب لا يسكن قلباً إلا إذا شاهد مباهج الجمال التي تسحره و تأخذ بمجامعه ! فليكن الدين إذن : سيراً إلى الله في مواكب الجمال !
و قد جمع الحق سبحانه في مفهوم الدين بين جمال الدين و جمال الدنيا، كما رقَّى رسول الله صلى الله عليه و سلم الذوق على مستوى التصرف و السلوك، ليس في مجال المعاملات فحسب، و لكن أيضاً في مجال الدعوة و الإرشاد.
و من هنا نجد أن أسس الجمالية في الإسلام تقوم على أركان ثلاثة، هي : الحكمة و المتعة و العبادة.
فأما الحكمة : فما من جمال إلا و هو رسالة ناطقة بمعنى معين، و منه فاستعراضات الجمال الخارق مما وهبه الله للكائن الحي لا تنتج إلا أروع التعابير اللغوية، و الرمزية، على جميع المستويات البشرية و الحيوانية و الطبيعية عموماً، إذ هي في نهاية المطاف ضرب من قوانين التوازن في الحياة، فما الإحساس الجمالي إلا وسيلة وجودية لاستمراره و توازنه.
و أما المتعة و الإمتاع سواء في ذلك ما هو على المستوى الحسي، أو ما هو على المستوى العاطفي و الوجداني، فحاجة قائمة يسعى الإنسان لإشباعها.
و تعتبر العبادة سلوك وجداني جميل محض، و ذلك بما تبعثه في النفس من أنس و شعور بالاستمتاع عند السير إلى الله في ضوء جمال أسمائه الحسنى، فهي الركن الغائي من خلق الجمال نفسه، بل هو غاية الغايات من الخلق كله.
الإشراق الأول في جمالية التوحيد.
المشهد الأول : العقيدة الإسلامية بين جمال القرآن، و تقسيمات علم الكلام.
إن عقيدة الإسلام لمسة تربوية ذات أثر روحي عميق على الوجدان و السلوك، كما عرضها القرآن آيات بينات و محكمات، و ليست كما صورها علم الكلام بشتى مدارسه و مذاهبه، فالتعبير عن حقيقة الذات الإلهية لا يكون على كمال صدقه، جلالا و جمالا، إلا إذا كان بما عبر الله به عن ذاته سبحانه و صفاته. و من هنا كان التوقيف في مجال التعبير العقدي في الإسلام.
إن السر الذي تتضمنه عقيدة ( لا إله إلا الله ) يَكْمُن في ( جمالها )، الذي لا يُدْرَك إلا بحاسة القلب، و قد ضاع صفاء الدين و جماله السماوي في غبار التأويلات، و رسوم التقسيمات، فضللنا عن أن عقيدتنا جميلة.
( لا إله إلا الله ) كلمة ( قلبية ) مدارها على وصف حال، و الاعتراف بذوق صفات الكمال و الجلال ! إنه تعبير عن الخضوع الوجداني التام لله.
فكلمة ( الله ) هو لفظ الجلال، الاسم العَلَم على الذات الإلهية، الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى و الصفات الإلهية العلا. و لفظ ( الله ) فرد في اللغة، فلا يجمع و لا يتعدد.
و كلمة ( إله ) في سياقها اللغوي و الوجداني هو ما يَشُوق القلب، و يأخذ بمجامع الوجدان، إلى درجة الانقياد له و الخضوع.
فـ ( لا إله إلا الله ) إذن تُعتبر تعبيرا عما يجده في قلب العبد من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، و لا مرهوب إلا الله، و لا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله، رغبة و رهبة و شوقا و محبة.
فالإسلام ما هو إلا الخضوع لله رب العالمين، و حقيقة كون المسلم عبدا هي الحقيقة التي تغيب عن أكثر المسلمين، فيحدث بسبب ذلك الانحراف بشتى ألوانه و أشكاله، و العبد مسلوب الإرادة ! بالمعنى الوجداني، إذ هو واقف على العتبة ينتظر الأمر و النهي بشوق المحب، ليبادر إلى التنفيذ دون سؤال: علامَ و لِمَهْ؟
و من هنا فعقيدة الإسلام تعتبر ميثاق المحبة بين الله و عباده ! أو هي دستور الإسلام ! و المحبة لا تقوم بقلب العبد الصادق إلا على جناحي الخوف و الرجاء، و ما تفرع عن ذلك من معاني الرَّغَبِ و الرَّهَبِ !
و نحن في حاجة ماسَّة و مستعجلة، لإعادة قراءة عقيدة السلف الصالح من مصادرها الأولى ! فالمفكر السلفي المعاصر يقرأ تراثه بمنهج تجزيئي إسقاطي، فكونه تجزيئي إذ يقرؤه بعين واحدة، فلا يتصور حقيقته في شموليته الكلية. و إسقاطيا فلأنه استعمل تعبيرات هذا التراث للتعبير عن مشكلات العصر النفسية و السياسية بصورة حرفية ! دون مراعاة الفروق بين الثوابت و المتغيرات، سواء منها ما تعلق بالنصوص أو بتحقيق المناطات ! و في ذلك ما فيه من الشطط العلمي و الانحراف المنهجي !
المشهد الثاني: في جمالية التعريف القرآني بالله
إذا كانت ( لا إله إلا الله ) شهادة على ما في القلب، من تعلق بالله وحده، فإنه لا بد أن يكون ذلك مبنيًّا على معرفة الله ربًّا ! أي اعتقاد عقيدة الإسلام فيما يتعلق بذات الله و صفاته سبحانه و تعالى، فالعلم بالله يورث خشيته سبحانه و محبته.
و الإيمان بالله من حيث هو تعالى ( إله ) سبب الإيمان الحقيقي بالله من حيث هو ( رب )، أي سيدٌ أَوحَد لهذا الكون، فالربوبية إذن جالبة للمحبة، فأي دعوة قرآنية إلى التوحيد و الإيمان، تَجِدْ سياقها قائما على عرض خصائص الربوبية، بشكل واضح لا غبش فيه.
الله ربًّا و جماله يفيض من بهاء ذاته تعالى و صفاته، صفات الجمال و الجلال ! فهو تعالى هو الأول بلا ابتداء، و الآخر بلا انتهاء، سبحانه و تعالى علوًّا كبيرًّا، و أول نعمة إلهية ظاهرة علينا هي خلق آدم عليه السلام ثم توالت بعد ذلك النعم تترى، و لذلك فإن القرآن الكريم افتتح بالحمد لرب العالمين، و تمجيد أسمائه الحسنى، ثم بعد ذلك ثنى بالعبادة، التي هي نتيجة الربوبية، و قد طلب الله منا إحصاء أسمائه و الدعاء بها، أي نوحده في ألوهيته تعالى بها ! و ذلك باب العبادة.
و جمال الربوبية يتجلى في جمال الصنعة، و كمال الخلق، و تدفق الإنعام، و الفيض على العالمين بالحياة.. إلخ، فهو سبحانه بهر القلوب المحبة للجمال، فخضعت له عابدة متبتلة في محاريب الإيمان، مقرة أنه : ( لا إله إلا الله ) ! إن المحب الذي فني في المحبوب إنما حصل مل حصل، لما رآه في محبوبه من خصال الجمال و الجلال، فما أن أدرك العبد ما تقتضيه هذه الأسماء من صفات الجمال و الجلال، لزم أن يكون أول العابدين لله، و من هنا إذن كانت معرفة الربوبية مورِثة لمحبة الله، أي لعبادته.
فالعبادة إذن : هي التعبير الظاهر عما وجده المسلم في الباطن، إذ شهد أن لا إله إلا الله. إنها تعبير المحب عما وجد من حب ! و أي محب يستطيع الكتمان؟
المشهد الثالث: في جمالية التفكر الإيماني
من أسرار هذا الدين و لطائفه أن باب عقيدته هو التفكر ! فالله تعالى خاطب الكفار بالقيام، و التفرغ لشأنه، قبل الإيمان به، و ذلك بالخلوة به وحده سبحانه، للوصول إلى حقيقة الإسلام،
و التفكر فعل وجداني في العمق، فما العقل إلا آلة تلتقط الحقائق، و تعقلها، و لكنها لا تتخذ القرار إلا عن طريق القلب، الذي إن كان محجوبا بحجب المادة و الكثرة، لا يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. و هذا التفكر لا تنجح عمليته إلا بالتفرغ لله في الخلوة، الذي يتيح للقلب أن يتفاعل في صفاء مع معطيات الفكر، و يتواجد متلذذاً بمواجيد الشعور بمعية الله، و حقائق الكون الكبرى.
و التفكر يقود إلى كمال جمال الدين بالدفء الحاصل عند الشعور بالانسجام مع سائر الخلق السيَّار، كلٌّ في سربه و فلكه، فتجد بذاك ذوق الأنس، و يغمرك الحب الصادق ليُشعرك ذلة اللذة و المتعة العليا، و الشعور بالراحة في سبيل رضا المحبوب.
و للدخول إلى ملكوت الله، اسلك باب التفكر بوجدان المحبة الكبرى، فسترى إذن نعمة الخلق، أعظم بها من نعمة، و لمسة الحياة التي هي النعمة الكبرى بعد الخلق، كما أن التفكر في جمال الإحسان الرباني يُعتبر سر المحبة، و حين تشعر بالنعمة المسداة إليك تجد نفسك مطوقاً بحقها في الشكر، و لكنها نعمة أكبر بكثير من أن تحصى أو تحصر، فيمتلك القلبَ الشعورُ بالعجز و الذلة و الخضوع التام، و تلك هي ( لا إله إلا الله ).و أن تملأ قلبك بمعرفة الله يعني أنك تملؤه بالحياة.
الإشراق الثاني في جمالية عقيدة اليوم الآخر.
المشهد الأول : في جمالية العمر.
العمر ذلك الامتداد الزماني الحاد المحدود، الذي يحد فترة حياة الإنسان، من الولادة إلى الممات، و هو قصير كله.
و الزمان الكوني نوعان : الزمان الأمري و الزمان الملائكي؛ فـ ( الزمان الأمري ): هو المشار إليه في قوله تعالى : يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ السجدة:5، و ( الزمان الملائكي ): هو المشار إليه في قوله سبحانه : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ المعارج :4، كما يتجلى في صورة ( الزمان العِنْدِيِّ ) : و هو زمان الملائكة العندية. ثم الزمان الأخروي: و هو الزمان الخالد السرمدي الذي لا ينتهي أبداً !
فالزمن نسبي ! و تلك هي حقيقة الأعمار. و لكن شتان بين عمر و عمر، باعتبار العرض و الضيق؛ فالإنسان ينتبه إلى العمر من حيث الطول المتعلق بالزمن ( الماضي و الحاضر و المستقبل ) و لا ينتبه إلى العرض الذي يتعلق بالأعمال و المنجزات خلال كل فترة من فترات الزمن، و هكذا يبقى يخطو على عرض الطريق حتى يستوعب كل عرضها؛ فهو يسير طولاً و عرضاً، و تلك هي ( بركة العمر ) المرجوة في الأدعية المأثورة.
و قد ذم الله الحياة الدنيا، من حيث هي طول يُتلهف فيه على المتع الزائلة، عكس الجنة التي هي زمن خالد، فأنت تعيش اللحظة الواحدة مرات عديدة لا تنقضي أبداً ! كما أن نعمها الوفيرة لا تستنفد أبدا ! فذلك هو العرض ذو المعاني الجميلة.
و الجميل في الأمر أن العرض لا ينقضي بوفاة الإنسان؛ بل يمتد حتى بعد وفاته !
ثم إن الإيمان باليوم الآخر يشعر المسلم بأن الموت إنما هو معبر إليها، فلا يحس في وجدانه بأنه ينتهي بالموت؛ فيعيش الحياة بذوق آخر، ملؤه العمل و الأمل في أن تكون أخراه أفضل من دنياه.
المشهد الثاني : في جمالية الإيمان بالغيب.
تقوم العقيدة الإسلامية على مبدأ الإيمان بالغيب. و الغيب في معناه اللغوي: هو كل واقع حقيقي مجهول، فهو إذن ( وجود ) لكنه مُتَوَار عن المشاهدة.
و عالم الغيب في القرآن يمتد من عالم الشهادة، مما لا يعلمه الإنسان، جزئيًّا أو كليًّا؛ إلى ما وراء عالم الشهادة من العوالم الروحانية؛ بما يتضمنه من أمور واقعة في علم الله، و إن لم تكن قد وقعت بالفعل في الوجود المادي، مما هو مسطَر في أصول الاعتقاد الإسلامي.
فالكون كله غيب مطلق، و ما يعلم الإنسان منه شيئاً إلا بإذن الله، إما بواسطة الإلهام، أو طريق البحث العلمي، أو عن طريق الوحي.
إن مفهوم ( الغيب ) في الإسلام هو الذي يمنح الحياة أنداها و جمالها. و لذلك كان الإحساس في الدين : ( أن تعبد الله كأنك تراه )، فإذا كان العبد قد استشعر الوجود الإلهي استشعار الرائي لحقيقته، فقد استشعر من باب أولى الوجود الغيبي، من العالم الروحاني العلوي، و الأخروي، استشعار الصحبة و المعية.
فهذا القرآن قام على مبدأ الغيب؛ و من هنا فإن أنواره إنما تشرق بالقلوب التي لها استعداد للتلقي الغيبي ! فالقلب وحده هو الأجدر لتلقي حقائق الغيب بالإيمان و التسليم، و قد بني عليه الكسب البشري التعبدي كله.
ثم إن الله جعل في الإيمان بالغيب متعة و لذة، لا تفضلها متعة و لا لذة من ملذات الحياة الدنيا ! تريح العقل من الشك، فترى عالم الروح عين اليقين.
المشهد الثالث : في جمالية الموت.
حقيقة الموت من حيث الجوهر حقيقة ذوقية لا تدرك ماهيتها إلا بتجربتها على الذات؛ و بمجرد حصول الذوق، تدرك الحقيقة كاملة، و تنزاح عنك الحُجُب.
و الموت حقيقة مقلقة، للمسلم إزاءها حيرته الخاصة ! حيرة العبد المشوق بمعرفة غيب الله في حياة البرزخ، و سر قدرته العظيمة بعد ذلك في إحياء الموات ! و لذلك فهي تورث صاحبها لذة و متعة، و خشوعاً بين يدي إلهه ! لا قلقاً و اضطراباً و تمرداً !
فلجمال الموت في الإسلام متعة الوصول ! إذ حياة المؤمن كلها أمناً و سلاماً في الدنيا و في الآخرة. و إنما هذه بالنسبة إليه استمرار لتلك، من حيث الامتداد الوجودي، فلا فناء و لا انقراض.
فالموت إذن في عقيدة الإسلام، هو لحظة من الجمال الروحي، تدخل بالسرور على أهل الشوق و المحبة، من الصديقين و الشهداء و الصالحين ! فكأنه باب من أبواب الجنة !
المشهد الرابع : في جمالية اليوم الآخر.
الحياة الآخرة هذا المقابل للحياة الدنيا، إذ هي وحدها هي الحياة، تبدأ بتغير أوضاع الكون، و إعادة خلقه من جديد؛ يملؤها رغبةً و رهبةً؛ و هو شيء رهيب، لا ينوب عن تصوير رهبته إلا أن تراه حقاًّ !! إذ ترى أهوال يوم القيامة، فيزداد مقام الخوف و الرجاء، ثم يتجلى ربك للقضاء بين خلقه، و تحلُّ اللحظة الفاصلة بين الحق و الباطل، فيتشكل الناس فريقين، كل يمضي عكس جهة الآخر، فيفترق بتفرقهم مقام الخوف و الرجاء إلى الأبد !
و من جمال اليوم الآخر في وجدان المؤمن أنه يوم موعد جميل.. موعد مع قافلة السالكين إلى الله، عبر قافلة النور الضاربة في الزمان الغابر، على امتداد تاريخ البشرية كلها ! كما له جمالية الرحيل إلى بلاد الله الخضراء: جنة الرضوان.. هناك حيث تلقى محمداً و صحبه، و قافلة الأحبة !
ثم إن في اليوم الآخر لموعداً آخر، إنه رؤية الله ! رؤية يستمد منها العابدون جمالهم، و يستدرُّون بها أنوارهم ! و يكتسبون من تجلياتها حياة الخالدين !
الإشراق الثالث في جمالية العبادة.
المشهد الأول : في جمالية ( الانتساب ) التعبدي.
العبادة: هي عنوان الجمال في الإسلام، و شعار المحبة. و إذا أحب الله الإنسان خاطبه بلفظ: ( عبدي ) أو ( عبادي ).. فنسبه الله إليه نسبة خصوص و إضافة.
و حقيقة العبادة شعور وجداني قبل أن تكون أعمالاً مادية ! و إحساس بحب من يوجه إليه العمل وهو الله تعالى، لا ( ضريبة ) يؤديها المرء وهو كاره ! و من هنا فالعبادة كانت رغبةً قبل أن تكون رهبةً، مما يجعلها تحمل ظلالاً روحيةً هادئةً، يرتقي بها الإنسان إلى مقام العطف الرباني و التضييف الرحماني، فيحمل صفة الانتساب الإيماني.
و النسبة في الخطاب القرآني على ثلاثة أحوال :
الأولى: أن ينتسب إلى جِبِلَّته و طبيعته الخلقية، فيسميه ( الإنسان ) و ذلك في سياق الابتلاء، و تحميله مسؤولية و أمانة التكليف و الاستخلاف.
و الثانية: أن ينسبه إلى أبيه؛ فيسميه ( ابن آدم، و بني آدم ) و ذلك لضعف عزيمته و كثرة نسيانه.
و الثالثة: أن ينسبه إليه تعالى فيسميه ( عبداً، أو عبدي، و عبادي )، و هي سياق المحبة الإلهية العالية للعباد، إذ العبودية هي محبة متبادلة بين الرب الأعلى و المخلوق الأدنى !
فالمؤمن عاش ( عبداً ) لله في الدنيا، فكان له الستر الجميل، و القرب الجليل، في الدنيا و الآخرة؛ فـ ( العباد ) هم الآمنون السالمون بإذن الله.
المشهد الثاني : في جمالية الصلاة أم العبادات.
الدين هو العبادة، و العبادة هي الصلاة؛ و قد جعلها الله مواقيت لرموز التحولات الزمنية. فالفجر بدْأ و به تبدأ الحياة، وزوال الشمس بداية العد العكسي في عمر الإنسان، و بذلك فصلاة الظهر تشهد منتصف عمرك، و العصر ينذرك بقرب الأفول ! فتنتهي الأضواء إلى ظلمة القبر فيكون الغروب ! فكيفية موت الضوء يحيل على كيفية موت الحياة، فلا عودة للحظة ماتت، ثم ندلج إلى الله بالعشاء صلاة سارية؛ فكأن صلاتك للخمس هي صلاة للعمر كله ! تتناثر مهجتك بها إلى الله تعالى وقتا وقتا، فإن فاتك وقتك فقد خرجت عن مدارك، وفقدت جزءاً من عمرك.
و أول البدء في الصلاة تجمل بالوضوء، فذاك شرط المرور إلى عتبة الصلاة، و تدور الفصول من حر إلى قر، فيبقى الوضوء سراًّ من أسرار الجمال؛ و الدنيا ما هي إلا وسخ أو دَرَن لا يغسله إلا أريج الطهور ! فلتسبغوا الوضوء على المكاره إذن سادتي الأتقياء، فتلك سيم الجمال في وجوهكم، و أطرافكم، يوم تَرِدون على المصطفى صلى الله عليه و سلم، و هي سِيَم ليست لأحد من الأمم.
و تكون الصلاة ! مستقبلا القبلة الجامعة لشتات القلب و البصر، الكل حول قلب واحد؛ و ترتفع الأيدي المحجلة تجاه القبلة في تكبيرة الإحرام، لتفريغ البال من جميع الأحوال، إلا حال الفقر المرفوق بالشوق إلى الغني الحميد، ثم تتأدب بالتزام الصدر في وقفة العبد بين يدي الملك العظيم. ثم تشرق التجليات ! فتحج الأرواح من محاريبها خمس مرات في اليوم !
ثم ينفتح القلب بكلمات من نور آخر، فإذا اللحظة مناجاة بين الخالق و المخلوقات ! فيكيف لهذا البصر أن يمتد قيد أنملة نحو السماء، و الرب بجلاله قِبَلَه؟
هذا المسرى الربيعي إلى الله، رغبا في ينابيع الرحمة و المغفرة، ترسم خطوات النور الهادي إلى الرحمن.
الإشراق الرابع في جمالية منازل العبادة.
تمهيد : في معنى " المنازل " و " الأحوال "
من جماليات الدين أن العبد السالك إلى ربه، متنقل في عبادته بين " منازل "، أو " مقامات "، و متلذذ في مواجيده " بأحوال ".
و السير: إنما هو قطع العمر في عبادة الله، باحثا عن نفسه، كادحا إلى ربه ! لأن عنصره ( أي العمر ) الجوهري هو عنصر من السماء. و إذ يدرك المؤمن هذه الحقيقة يملأ قلبَه الشوقُ و الحنين إلى موطنه الأول.
إن العبادة إذن تقرب إلى الله شبراً شبراً. إنها رقي في السماء. و السماء طبقات و درجات. و كل عبد في طريقه إلى الله يترقى. أنها إذن منازل، أو (مقامات)، و من هنا كانت الجنة منازل و درجات، فكان الصالحون يجدُّون و يجتهدون في السير.
و الأحوال: هي ما يجده العبد في سيره إلى الله من أذواق للعبادة، ذات لذات و مواجيد متفاوتة، بين نشاط و فتور، و بين قبض و بسط.
و المقامات: هي مقام العبد بين يدي الله عز و جل، مثل التوبة، و الورع، و الزهد، و غير ذلك (...).
و لذا كانت المنازل أو المقامات مراتب، إذا حصل عليها العبد وجب أن يحافظ عليها؛ بينما الأحوال لا تستقر، فلا يدري المؤمن حتى يجد من نفسه ذوقاً ما، و الحال ذوق المقام؛ و المقام نتيجة العمل، فآل الجميع إلى العمل !
المشهد الأول : في جمالية التوبة.
منزل التوبة أول المنازل، و أوسطها و آخرها. فلا يفارقه العبد السالك، و لا يزال فيه إلى الممات؛ فالتوبة هي بداية العبد و نهايته؛ و هي أول باب يَلِجُه السالك في مسرى المحبة الدائم الاخضرار.
فالتوبة هي وضوء النفس و طهورها، إنها جماله المفضي إلى بحر المحبة الإلهي !
و التوبة توبتان :
الأولى: توبة العبد الآبق الشارد عن باب الله، التي لا تكون إلا بعد مقام اليقظة، يقظة الإنسان من غفلته، فيشتاق إلى لحظة سعيدة مع الطاهرين، فيقرر بدء المصالحة مع الله؛ و ذلك أول الدخول إلى مقام (الإرادة)، مع قافلة الصالحين؛ سواء كان ذلك توبة من كفر صريح، أو من معصية دائمة.
و شروطها ثلاثة: و هي الإقلاع عن المعصية، و الندم على فعلها، و العزم على عدم العودة إليها.
و الثانية: توبة العبد المستقيم السالك إلى الله، فيصيبه القبض بعد البسط، و ينتبه إلى ما به من أذى، فيجأر فاراًّ إلى الله. فهم هنا إذن المؤمنون (التائبون) باستمرار.. المجددون لتوبتهم بلا انقطاع.
إن التوبة حسنة بنفسها عظيمة ! و ذلك لأنها تجمع خصالاً تعبدية شتى:
فالتوبة توحيد: فالتائب عائد إلى الله أولاً، ثم هو عائد إلى الله وحده. إذ لا ملجأ منه إلا إليه. و ذلك توحيده في إلهيته، و ربوبيته، و أسمائه و صفاته تعالى.
و التوبة استغفار: إذ هي منزل، أو مقام، و الاستغفار بابها، أو مفتاحها !
و التوبة تسبيح: لأنك إذ تستغفر الله و تتوب إليه، تفرده في عليائه موحداً لذاته و صفاته و ذلك في حد ذاته تنزيه له سبحانه أن يشاركه أحد في صفة أو أمر !
و التوبة دعاء: لأن بابها الاستغفار؛ فهي دعاء بما للكلمة من معنىً.
و تاج التوبة أنها معرفة بالله، قائمة على نور المشاهدة، و ألطاف التجلي !
فعندما تصل ربك يَصِلك، و تحبه فيحبك، و تقترب منه فيقربك ! و ترى ذلك حقاًّ و تشاهد جماله ذوقاً ووجداناً؛ تكون قد عرفت الله، و عرفت كرمه العظيم.
فأن تتوب إلى الله يعني أنك انطلقت عبر مدارج الإقلاع؛ حتى إذا بدأت مقدمة الطائرة في الارتفاع في الجو كانت لك منزلة أخرى ! إنها منزلة الخوف و الرجاء.
المشهد الثاني : في جمالية الخوف و الرجاء.
الخوف و الرجاء كجناحي الطائر، إذا استوى الطير و تم طيرانه. و إذا نقص أحدهما وقع فيه النقص؛ فهما وجهان لعملة واحدة؛ و كل صور الخوف و الرجاء أوصاف لحركة المحبة الرائحة إلى الله.
و الأصل في الدين هو غلبة الرجاء، و إنما الخوف خادم له، فخوف يقود إلى الجنة ليس خوفاً بمعناه المَرَضِي، و إنما هو خوف باطنه سرور، فالتخويف الإلهي هو تخويف تحبيب و إشفاق و تربية، قصد الوصول بالعباد إلى شاطئ التقوى و الأمان؛ و هو معنى الرجاء في نهاية المطاف ! فهذا الخوف له لذة العبادة لله الواحد القهار، خوف المحب من محبوبه !
أما الرجاء فيكون على حسب قوة المعرفة بالله و أسمائه و صفاته، و على حسب المحبة و قوتها أيضا، و لولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب و الجوارح.
المشهد الثالث : في جمالية المحبة.
منزلة المحبة هي أشرف منازل العبودية، و أصدقها ترجمة لشهادة: أن ( لا إله إلا الله )؛ ذلك أنها ترفع العبد إلى شهود العبودية.
و المحبة هي ميل القلوب، بل إن المحبة لا توصف بأظهر من المحبة، لأنها أمر ذوقي وجداني شعوري، و حيث يميل القلب فإنه لا يجد مشقة في السير.
و بقدر ما يقبل العبد على ربه خاشعاً يقبل عليه ربه بالتسديد و التأييد، حتى يحبه، فيسبغ عليه من نعم التجليات أنوار الرضا و السكينة و الجمال. فيخرج العبد بذلك من مشاهدة الأعمال إلى مشاهدة ربه ! إذ يَشعر بآثار الأعمال الجميلة على قلبه ووجدانه، فيجد لها حينئذ لذة و راحة لا توصف. فتكون التكاليف الشرعية عندها هي التي تحمل العبد لا هو الذي يحملها !
و القلوب هي آنية الرحمن، تعكس أنواره، و تفيض بجماله، و أحبها إلى الله أرقها و ألينها ! ذلك فعل الحب؛ إذا خالط قلباً عَطَفَه ليونة و رقةً حتى يذل !
و المحبة تبدأ بمنزلة التوبة، ثم تورق بتحقيق التوحيد، فمازالت تترقى حتى تصل لدرجة ( الخُلَّة )، و هي التفريغ التام للقلب مما سوى حب الله، و هي مرتبة انفرد بها الخليلان: سيدنا إبراهيم و سيدنا محمد، عليهما و على آلهما الصلاة و السلام ! و ( الخُلَّة ) منصب لا يقبل الشركة و لا القسمة !
و بين منزلة التوبة و الخُلَّة منازل، أدناها ( محبة الرجاء )، و أعلاها ( محبة الصِّدِّيقِيَّة ) التي هي الكمال في التصفية التعبدية حتى أعلى مراتب المشاهدة الإحسانية ! و بين الضفتين من بحار المحبة مراتب متعددة بتعدد الاستعدادات الفطرية و الإمكانات البشرية !
و( الاقتراب و التقرب ) هو طريق المحبة، أي عمران الوقت بالأعمال، حسب ما يناسب الوقت من فريضة أو نافلة، أو شيء من العمل الصالح، بدءا بكل صور ( التخلي ) من اجتناب للمنهيات و المنكرات، و كل صور ( التحلي )، من قراءة القرآن، و ذكر الله تعالى على كل حال ..إلخ
و للحصول على موجدة ( التقرب ) لابد من مجاهدة النفس بهذه الأعمال، تذللا و تضرعا إليه تعالى؛ و أفضل الأعمال أركان الإسلام و فرائضه، تم تليها نوافل الخيرات الصالحات، و أن تكون متقربا ! أي أنك تذوق طعم المحبة، فتترقى إلى منزلة الولاية، إذ أن الولاء حب !
و الإحسان أعلى مراتب ( التقرب )، فهو جمع بين ظاهر أعمال الدين و باطنها، إنه الصدق إذن !
فمنزلة المحبة إذن لهي صحبة الملأ الأعلى في السماء، و عنوان القبول في الأرض ! ذلك هو الإسلام دين المحبة العليا !
خاتمة المشاهد.
إن جمالية الدين راجعة إلى ما بُنِيَ عليه الإسلام من معاني المحبة و الخير للناس.. فيكون التدين الأجمل و الأحسن، هو ذلك الذي يصدر عن قلب مشبوب بالشوق إلى الله ! فجمال الروح هو الأصل في جمال الوجود كله !
فرغ من تلخيصه و الاعتناء به

أبو عبد الرحمن يونس ابن المبارك
المالكي البيضاوي
و قد وافق تمام تصحيحه – بسطات،
من حواضر المغرب الأقصى – يوم الخميس
10 صفر 1433 هجرية
موافق ل 25 يناير 2012

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More